شهدت المديرية الإقليمية لوزارة الفلاحة بإقليم خريبكة، يوم الثلاثاء 23 دجنبر 2025 على الساعة العاشرة صباحاً، محطة تنموية بارزة في إطار تنزيل البرنامج الوطني لتطوير تقنية الزرع المباشر، الرامي إلى بلوغ مساحة مليون هكتار في أفق سنة 2030، انسجاماً مع التوجهات الاستراتيجية للدولة في مجالات الأمن الغذائي والنجاعة المائية.
وقد تم خلال هذا اللقاء توزيع خمس عشرة (15) آلة متطورة للزرع المباشر لفائدة عدد من التعاونيات الفلاحية بالإقليم، مرفوقة بأنشطة تحسيسية وتأطير تقني، تروم ضمان حسن استعمال هذه التقنية وتوطينها بشكل ناجع داخل النسيج الفلاحي المحلي.
ويأتي هذا الورش في سياق يتسم بتحديات مناخية متزايدة وتراجع الموارد المائية، ما يجعل من الزرع المباشر رافعة أساسية للحفاظ على خصوبة التربة، وترشيد استعمال المياه، وتقليص كلفة الإنتاج، مع تحسين المردودية واستقرارها، خاصة في زراعة الحبوب والقطاني.
ويكرّس إقليم خريبكة مكانته الريادية، إذ يحتل المرتبة الأولى جهوياً ومرتبة متقدمة وطنياً من حيث المساحات المعتمدة للزرع المباشر، محققاً نتائج مشجعة على مستوى التوسيع والأداء الإنتاجي، بفضل جودة التأطير التقني وانخراط الفلاحين والتعاونيات.
كما يشكل إدماج هذه التقنية ضمن البرنامج الوطني للسقي التكميلي دعامة أساسية لتأمين الإنتاج خلال سنوات الجفاف، وتعزيز صمود الفلاحة الوطنية أمام التقلبات المناخية، بما يدعم ركائز السيادة الغذائية.
وفي هذا السياق، نوّه المتتبعون بالدور المحوري الذي يضطلع به المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة بإقليم خريبكة، السيد العربي طماح، من خلال قيادته الميدانية لهذا الورش وتنزيله العملي لتوجهات الاستراتيجية الوطنية بروح تشاركية ورؤية استباقية.
وفي تصريح خصّ به جريدة النشرة، أكد السيد العربي طماح أن تعميم تقنية الزرع المباشر “خيار استراتيجي لا رجعة فيه، لما توفره من نجاعة في الحفاظ على الموارد المائية، وتحسين خصوبة التربة، وضمان استقرار المردودية”، مشدداً على أن نجاح هذا الورش يقاس بحسن استعمال الآلات واستدامة نتائجها وتحسين دخل الفلاح. كما أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستعرف توسيع دائرة المستفيدين وتعزيز برامج التكوين والتحسيس، لترسيخ ثقافة الزرع المباشر كخيار فلاحي مستدام بإقليم خريبكة.
