شهدت مدينة أكادير مؤخراً سلسلة من عمليات النصب والاحتيال الغريبة التي استهدفت الطالبات الباحثات عن غرف للإيجار، حيث اعتمدت عصابة منظمة على أساليب نفسية ومسرحية مبتكرة للسطو على أموالهن.
وتتضح طريقة العمل وفق ما توصلت إليه تحقيقات ميدانية، إذ يقوم بعض السماسرة بالتنسيق مع صاحب المنزل، ويستعينون بفتاة تلعب دور ساكنة مع الطالبات لإيهامهن بوجود أجواء مأمونة في المنزل. بعد كراء الغرفة، وفي منتصف الليل، يتم اقتحام الغرفة بشكل مفاجئ من طرف هذه الفتاة، وتقوم بتمثيل نوبات جنونية أو انهيارات عصبية، ما يخلق حالة من الرعب والارتباك لدى الطالبة.
تهدف هذه المسرحية إلى دفع الطالبة لمغادرة المكان فوراً صباح اليوم التالي، بعد أن تكون قد دفعت واجب الكراء، بينما يمتنع المؤجر والسماسرة عن الرد لاحقاً. النتيجة: فقدان الطالبة لمبلغ الكراء، وإجبارها على البحث عن بديل بسرعة، لتكرار نفس السيناريو وربح العصابة المزيد من الأموال.
تستغل هذه العصابة، التي يُرجح أن مقرها الرئيسي في منطقة الداخلة بمدينة أكادير، غياب الشكايات الرسمية، مما يجعلها تستمر في نشاطها الإجرامي دون رادع قانوني، مستهدفة الطالبات اللواتي غالباً ما تكون وضعياتهن المادية محدودة.
هذه العمليات الغريبة ليست مجرد احتيال مالي، بل تشكل استغلالاً نفسياً خطيراً للطالبات، وتحذر المصادر من تكرارها في مناطق أخرى إذا لم تتخذ السلطات المحلية إجراءات صارمة لضمان سلامة الطالبات وحماية حقوقهن.
نداء لكل الطالبات الراغبات في كراء مساكن: توخوا الحذر، تحققوا من هوية المؤجرين، ويفضل الاعتماد على قنوات رسمية أو توصيات موثوقة لتجنب الوقوع ضحية لهذه العصابات المنظمة. القانون يضمن حماية حقوقكن، وعدم الإبلاغ يشجع المحتالين على الاستمرار في جرائمهم.