أعلن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، في تحديثه الأخير للقائمة الحمراء للأنواع المهددة، عن الانقراض الرسمي لطائر الزريق رفيع المنقار، أحد أندر الطيور المهاجرة التي كانت تربط بين سيبيريا وسواحل شمال إفريقيا.
ويأتي هذا الإعلان بعد نحو ثلاثة عقود من الغياب التام لهذا الطائر، الذي كان يشكل جزءًا فريدًا من التنوع البيولوجي في المنطقة. ويمثل اختفاؤه، وفق خبراء البيئة، إشارة مقلقة على التسارع المتزايد في وتيرة فقدان الأنواع حول العالم.
وكان آخر رصد مؤكد لطائر الزريق رفيع المنقار قد تم سنة 1995 بالمغرب، قبل أن تختفي كل آثار وجوده في موائل الهجرة المعتادة. وعلى الرغم من تنظيم عدة حملات مراقبة ورصد ميدانية في السنوات التالية، إلا أنها فشلت في تسجيل أي مشاهدة جديدة.
وخلال العقدين الماضيين، وردت تقارير متفرقة من بعض مناطق أوروبا الشرقية وحوض البحر الأبيض المتوسط تشير إلى احتمال ظهوره، غير أن تحاليل متحف التاريخ الطبيعي بالمملكة المتحدة أكدت أن تلك الحالات كانت نتيجة خلط مع أنواع أخرى متشابهة في الشكل والسلوك.
ويحذر خبراء البيئة من أن هذا الحدث لا يمثل خسارة نوع واحد فحسب، بل يُجسد استمرار التدهور في التنوع البيولوجي العالمي، داعين إلى تعزيز الجهود الدولية لحماية الأنواع المهددة ومواطنها الطبيعية قبل فوات الأوان.