السبت 8 نوفمبر 2025 22:17

الرياضية… غائبة عن موعدها الوطني في الصحراء المغربية!

اوسرد :رياضة

في الوقت الذي تحولت فيه أنظار العالم نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، التي عاشت على إيقاع احتفالات وطنية ورياضية كبرى بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وفي لحظة تاريخية تزامنت مع تثمين المجتمع الدولي والمنتظم الأممي لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحلٍّ وحيد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء، اختارت قناة الرياضية المغربية – للأسف – الغياب عن هذا الموعد الوطني الكبير.

من العيون إلى السمارة فبوجدور وطرفاية، وصولاً إلى الداخلة ووادي الذهب، شهدت الأقاليم الجنوبية زخماً من الأنشطة الرياضية المميزة، تؤكد عمق الانتماء ووهج التنمية في هذه الربوع العزيزة من الوطن.
فمن نصف ماراثون العيون الدولي في نسخته الـ25 المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى سباقات التناوب الرمزية للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع بقيادة البطلة الأولمبية نزهة بيدوان، مروراً بـ البطولة الدولية في الكرة الحديدية التي شاركت فيها عدة دول، والأنشطة الرياضية المدرسية التي جمعت أكثر من 300 رياضي وأستاذ، وصولاً إلى السباق الدولي للداخلة المنظم بدوره تحت الرعاية الملكية…
كل هذه التظاهرات الكبرى مرّت دون أثر يُذكر لقناة الرياضية!

ورغم أن المدير العام للقطب العمومي كان قد وافق على نقل القناة لهذه الفعاليات، إلا أن إدارة الرياضية لم تحرك ساكناً، ولم تُكلّف نفسها حتى إرسال مراسل أو فريق مصغّر لإنجاز تقرير خاص، في سلوك يطرح أكثر من علامة استفهام حول المنطق التحريري والإداري الذي يسود داخل القناة.

في المقابل، قدّمت القنوات العمومية الأخرى نموذجاً في المهنية والمسؤولية الوطنية:
فقد نزلت القناة الأولى والرابعة والأمازيغية وقناة العيون الجهوية إلى الميدان، وبثّت نشرات وأخباراً وتقارير مباشرة من العيون على مدى أكثر من عشرة أيام بفريق متكامل من الصحفيين والتقنيين والفنيين تجاوز عددهم العشرين فرداً.
كما خصصت القناة الثانية (دوزيم) بثاً مباشراً لنشراتها الرئيسية من قلب العيون، بفريق محترف وإمكانات تقنية متطورة.
أما قناة ميدي1 تي في فقد أوفدت بدورها فريقها الإعلامي بقيادة الإعلامية الصحراوية فرحانة عياش لتواكب الحدث بالصوت والصورة.

هكذا إذن، كل القنوات العمومية والخاصة كانت في الموعد الوطني… إلا الرياضية، التي يُفترض أنها قناة متخصصة في الرياضة، وأقرب إلى مثل هذه التظاهرات.
أليس من واجبها الوطني أن تكون أول من يُبرز هذا الزخم الرياضي في الصحراء المغربية؟
أليس من المنطقي أن تواكب فعاليات ترفع راية المغرب في الجنوب، تماماً كما تفعل في الشمال والوسط؟

الواقع أن غياب الرياضية عن هذه المحطة الوطنية يعكس ترهلاً في الرؤية التحريرية، وربما لامبالاة في التسيير داخل إدارة القناة، التي يبدو أن مديرها – وقد طال به المقام فيها – لم يعد يرى في الميدان الجنوبي ما يستحق الاهتمام، رغم أن الرياضة بالصحراء اليوم أصبحت عنواناً للتنمية والوحدة الوطنية.

إن قناة الرياضية مطالبة اليوم بمراجعة أولوياتها المهنية، وإعادة النظر في مفهومها للإنصاف الجغرافي والوطني، لأن الوطن ليس الدار البيضاء والرباط فقط، بل هو من طنجة إلى الكويرة.
وإذا كانت القنوات الوطنية الأخرى قد برهنت على حسّها الوطني، فإن الرياضية مطالبة بالالتحاق بركب الإعلام المسؤول الذي لا يتخلف عن واجبه في تثمين المنجزات الرياضية والتنموية في الصحراء المغربية.

تحرير: مكتب أكادير

قسم النشر بجريدة نشرة الالكترونية بمدينة أكادير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدتنا، لتصلك آخر الأخبار يوميا

حمل تطبيق نشرة

من نحن؟

جريدة رقمية مستقلة، تهدف إلى تقديم محتوى خبري وتحليلي موثوق، يعكس الواقع بموضوعية ويواكب تطورات المجتمع. نلتزم بالشفافية والمهنية في نقل الأحداث، ونسعى لأن نكون منصة إعلامية قريبة من القارئ، تعبّر عن صوته وتلبي اهتماماته.