السبت 1 نوفمبر 2025 00:52

الفتح المبين: 31 أكتوبر 2025 يوم تعزيز السيادة المغربية وتجسيد الرؤية الملكية

 

مقدمة: حدث تاريخي في سياق استثنائي.

31 أكتوبر 2025 سيظل يومًا خالدًا في ذاكرة الأمة المغربية، يوم انتصر فيه المغرب للشرعية، وجنت فيه الدبلوماسية المغربية ثمار رؤية ملكية راكمت عبر ربع قرن من العمل الهادئ والبصير. قرار مجلس الأمن رقم 2797، الذي أكد بوضوح سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وجعل مبادرة الحكم الذاتي المرجعية الوحيدة للحل، لم يكن مجرد محطة سياسية، بل تتويجًا لمسار تاريخي استراتيجي قاده جلالة الملك محمد السادس بثباتٍ ورؤيةٍ استباقية.

_رؤية ملكية واستراتيجية دبلوماسية متعددة الأبعاد.

لقد كان هذا الفتح الدبلوماسي ثمرة رؤية ملكية استشرافية قادها جلالة الملك منذ اعتلائه العرش، من خلال سياسة خارجية منفتحة على مختلف الفضاءات الجيوسياسية، واستراتيجيات تعاون متوازنة عززت حضور المغرب في المنتظم الدولي.
على مدى سنوات، لم تكن تحركات الملك مجرد زيارات بروتوكولية، بل مبادرات مدروسة أعادت رسم خريطة التحالفات، وخلقت شبكة مصالح مشتركة جعلت من الصحراء المغربية منصةً للتعاون والاستثمار الإقليمي والدولي.

_الملك الذي صنع التوازنات الجديدة في عالم متغير.

من إفريقيا إلى أوروبا وأمريكا، ومن الخليج إلى آسيا، تمكن الملك محمد السادس من جعل المغرب رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية.
لقد وعى جلالته باكرًا أن الدفاع عن السيادة لا يكون بالشعارات، بل بمنطق المصالح والمصداقية والالتزام، فحوّل الدبلوماسية المغربية إلى مدرسة متكاملة في البراغماتية الهادئة، دون المساس بثوابت الوطن.
من خلال هذه الرؤية، انتقل المغرب من مرحلة الدفاع إلى مرحلة المبادرة، ومن موقع المتلقي إلى موقع الفاعل القادر على فرض مرجعياته.

-خطاب الملوك الكبار: نبل المنتصر وتواضع القائد

جاء خطاب جلالة الملك مساء الجمعة 31 أكتوبر 2025 ليؤكد أن الانتصارات الكبرى لا تحتاج إلى ضجيج، وأن النبل في السياسة هو أعلى مراتب القوة.
في كلمته التاريخية، قال جلالته إن المغرب لا يتعامل مع اللحظة بوصفها انتصارًا على أحد، بل خطوة نحو مغرب موحد من طنجة إلى الكويرة، ودعا إلى حوار أخوي صادق مع الجزائر، مؤكدًا أن الحكم الذاتي هو الحل العادل والدائم الذي يحفظ ماء وجه الجميع.
هذا الخطاب يجسد بعمق فلسفة الملك محمد السادس في الحكم: لا غالب ولا مغلوب، بل تكامل الشعوب المغاربية في إطار من الاحترام والتعاون المشترك.

_قرار أممي غير مسبوق: من الاعتراف بالواقعية إلى تثبيت المرجعية.

قرار مجلس الأمن رقم 2797 لم يكتفِ بالإشادة بمبادرة الحكم الذاتي، بل جعلها المرجعية الوحيدة لأي حل سياسي للنزاع.
أربعة عناصر رئيسية جعلت القرار تاريخيًا:

1. اعتراف صريح بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كأساس للحل.
2. دعم أممي واسع للمقترح المغربي المقدم سنة 2007.
3. دعوة الأطراف إلى مفاوضات دون شروط مسبقة على أساس هذا المقترح.
4. إشادة بالدور الإيجابي للمغرب في استقرار المنطقة وتعزيز السلم.

بذلك، انتقلت مبادرة الحكم الذاتي من كونها مقترحًا وطنيًا إلى مرجعية أممية ملزمة تؤطر مستقبل الحل السياسي.

_تزامن رمزي عميق: خمسون سنة على المسيرة الخضراء.

ليس من قبيل الصدفة أن يأتي هذا القرار الأممي في الذكرى الذهبية لانطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975، الحدث الذي وحّد المغاربة حول قضية وجودهم.
اليوم، وبعد نصف قرن، يتجدد الفتح في شكل آخر، فتح دبلوماسي يعيد رسم الخريطة السياسية على أسس جديدة من الشرعية الدولية.

_فرحة وطنية ومغزى تاريخي.

من طنجة إلى الكويرة، عاشت المدن المغربية أفراحًا شعبية عارمة، جسّدت التلاحم بين العرش والشعب. خرج المغاربة ليحتفلوا لا بنصرٍ سياسي فحسب، بل بانتصار الحكمة والرؤية والتبصر الملكي.
لقد برهن هذا الحدث أن المغرب حين يقاتل من أجل قضاياه العادلة، يفعل ذلك بذكاءٍ وهدوءٍ واحترامٍ للقانون الدولي.

_خاتمة: ملك يقود أمة نحو المستقبل

إن ما تحقق في 31 أكتوبر 2025 ليس نهاية مسار، بل بداية عهد جديد في تاريخ الدولة المغربية الحديثة. عهد يقوم على الثقة في الذات، وعلى الدبلوماسية الهادئة التي تصنع التحولات لا العناوين.
المغرب اليوم أقوى مما كان، لأن وراءه ملكًا يؤمن بأن السيادة لا تُمنح، بل تُبنى بالعمل والإقناع والمصداقية.
وها هو العالم اليوم، بعد نصف قرن من المسيرة الخضراء، يعترف بمغرب موحد قوي، يسير بخطى واثقة نحو المستقبل.

تحرير: عزيز أخواض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدتنا، لتصلك آخر الأخبار يوميا

حمل تطبيق نشرة

من نحن؟

جريدة رقمية مستقلة، تهدف إلى تقديم محتوى خبري وتحليلي موثوق، يعكس الواقع بموضوعية ويواكب تطورات المجتمع. نلتزم بالشفافية والمهنية في نقل الأحداث، ونسعى لأن نكون منصة إعلامية قريبة من القارئ، تعبّر عن صوته وتلبي اهتماماته.