في ظل التحضيرات لاستضافة المغرب لكأس العالم 2030، اتخذت جامعة ابن طفيل بالقنيطرة خطوة نوعية من خلال إحداث شعبة “علوم الإعلام والاتصال”. هذا المشروع الأكاديمي، الذي تقدم به الدكتور محمد هموش، أستاذ التعليم العالي بكلية اللغات والآداب والفنون، يهدف إلى تكوين كفاءات إعلامية قادرة على تقديم صورة مشرقة عن المملكة وتعزيز الحضور الإعلامي الوطني على الصعيد الدولي.

موافقة مبدئية ودعم مؤسسي

نال المشروع موافقة بالإجماع من مجلس الكلية خلال اجتماعه يوم 27 دجنبر 2024، ليُحال لاحقًا إلى مجلس جامعة ابن طفيل للمصادقة النهائية، مما يعكس الرؤية الواضحة للدور المحوري للإعلام في إبراز مكانة المغرب.

رؤية استراتيجية وأهداف متعددة

  1. مواكبة الأحداث الكبرى

تهدف الشعبة إلى تكوين إعلاميين قادرين على تغطية الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس العالم، بطريقة احترافية تعكس المستوى الرفيع لتنظيم المغرب وقدراته اللوجستية والثقافية.

  1. تعزيز الهوية الوطنية

ستلعب الشعبة دورًا في تكوين جيل من الإعلاميين المتمكنين من إبراز الهوية الثقافية والحضارية المغربية، من خلال ربط الجانب الرياضي بالتراث الوطني.

  1. الدفاع عن القضايا الوطنية

يوفر التكوين المهارات اللازمة للترافع الإعلامي عن القضايا الوطنية، خصوصًا قضية الصحراء المغربية، بما يعزز صورة المغرب على الساحة الدولية.

  1. تنوع التخصصات الإعلامية

تتيح الشعبة للطلبة فرصة التخصص في مجالات متعددة، تشمل الإعلام الرياضي، الرقمي، والدبلوماسي، بالإضافة إلى العلاقات العامة، لتلبية احتياجات السوق الوطنية والدولية.

دور الإعلام في الترويج للمغرب

  • تغطية إعلامية احترافية

مع اقتراب تنظيم كأس العالم، تبرز الحاجة إلى إعلاميين محترفين لتقديم صورة مشرقة عن المملكة، تعكس قدرتها على احتضان الفعاليات الكبرى.

  • تعزيز الدبلوماسية الإعلامية

يمكن للإعلام أن يكون أداة فعالة للترويج للمغرب على الصعيد الدولي، سواء من خلال تسليط الضوء على إنجازاته أو الدفاع عن قضاياه الوطنية.

  • الترويج للسياحة والاستثمار

الإعلاميون المتخرجون من الشعبة سيكونون مؤهلين لتسويق المغرب كوجهة سياحية واستثمارية، مستفيدين من الزخم الذي يوفره تنظيم كأس العالم.

مواكبة التطورات التقنية والإعلام الرقمي

إلى جانب التركيز على الإعلام التقليدي، ستولي الشعبة اهتمامًا كبيرًا للإعلام الرقمي والتفاعلي، مما يتيح للطلبة استخدام التقنيات الحديثة لتقديم محتوى إعلامي مبتكر يتماشى مع التحولات العالمية.

خاتمة

يمثل إحداث شعبة “علوم الإعلام والاتصال” بجامعة ابن طفيل خطوة استراتيجية تعكس وعيًا بأهمية الإعلام في مواكبة التحولات الكبرى التي يشهدها المغرب. من خلال تكوين جيل جديد من الإعلاميين، يسعى المشروع إلى تعزيز الحضور الإعلامي للمملكة دوليًا، والترويج لقيمها الثقافية والحضارية، والدفاع عن قضاياها الوطنية. هذا المشروع ليس مجرد مبادرة أكاديمية، بل استثمار استراتيجي يعزز مكانة المغرب ويجعل من الإعلام أداة دبلوماسية فعالة.