✍️ مولاى عزيز أخواض
صادق مجلس الحكومة المنعقد يوم الخميس 5 يونيو 2025، على مجموعة من التعيينات في مناصب عليا طبقا لأحكام الفصل 92 من الدستور، حيث تم تعيين الدكتور أحمد نضامي مديرا لـالمدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك بالدار البيضاء، التابعة لجامعة الحسن الثاني. تعيين يكرّس من جديد ثقافة الاعتراف بالكفاءات الوطنية المتجذرة في التكوين المتين، والمراكمة الصامتة للإنجازات، بعيدًا عن الأضواء العابرة.
مسار أكاديمي حافل برؤية علمية وانفتاح دولي
الدكتور أحمد نضامي حاصل على شهادة الدكتوراه في تخصص الآليات وتحليل النظم الصناعية، بالإضافة إلى الإجازة في اللغة الإنجليزية، وهو خريج المدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني بالرباط (التي أصبحت اليوم المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن). وقد راكم تكوينات عالية الجودة في مؤسسات مرموقة بكل من الولايات المتحدة الأميركية، الصين، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، النمسا، إيطاليا والبرتغال، مما مكنه من تطوير رؤية هندسية متعددة الأبعاد، تنفتح على النماذج الدولية دون التفريط في الخصوصية الأكاديمية الوطنية.
من خريبكة إلى القمة: مسار تصاعدي بثبات واقتدار
انطلق نضامي من تجربة ميدانية متميزة كأستاذ جامعي بـالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة، حيث ترأس عددًا من المسالك الحيوية، من ضمنها مسلك الصيانة الصناعية، والأوتوماتيك والإعلاميات الصناعية، والهندسة الكهربائية والإعلاميات الصناعية، قبل أن يتولى رئاسة الشعبة التقنية بذات المؤسسة. كما نسّق عدة مشاريع أكاديمية دولية، وأشرف على تكوين أجيال من الطلبة والباحثين في مجالات دقيقة.
انتقل بعدها إلى مهام نوعية أكثر عمقًا بالدار البيضاء، حيث شغل منصب المدير المساعد المكلف بالتكوينات بـالمدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك، ثم مديرا لمختبر علمي مرجعي بذات المؤسسة. كما سبق له أن أدار مختبرًا علميًا بمدينة سطات، مما يعكس مرونة تنقل علمي ومهني نادر.
ابن خريبكة… بكفاءة تفرض نفسها
ينحدر الدكتور أحمد نضامي من مدينة خريبكة، المدينة الفوسفاطية التي لطالما أنجبت كفاءات مغربية بصمتها تتجاوز الجغرافيا. ومن رحم بيئة مغربية مشبعة بقيم الكدّ والانضباط، استطاع أن يشق طريقه بثبات نحو أعلى مناصب المسؤولية الأكاديمية. وليس غريبًا أن يتم تتويج هذا المسار بتعيين مستحق في مؤسسة هندسية ذات إشعاع وطني ودولي.
تعيين يعكس منطق الاستحقاق ويُحفّز الأمل
تعيين الدكتور أحمد نضامي على رأس المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك بالدار البيضاء لا يُعد فقط تكريمًا لمسار مهني وعلمي متميّز، بل هو أيضًا رسالة واضحة من الدولة مفادها أن منطق الجدارة والاستحقاق ما يزال هو العنوان الأبرز في اختيار من يقود مؤسسات التعليم العالي بالمملكة.
إنه تكليف مستحق، ورهان على عقل مغربي متمرّس، قادر على مواكبة التحولات التكنولوجية، وتعزيز البحث العلمي، وضمان جودة تكوين المهندسين، ضمن رؤية تنموية مستدامة.
تعليقات الزوار ( 0 )