يشهد المستشفى الجامعي محمد السادس بأكادير خلال الآونة الأخيرة توافدًا ملحوظًا للمرضى من مختلف مناطق جهة سوس ماسة ومن جهات أخرى مجاورة، وذلك بفضل جودة الاستقبال وتنوع التخصصات الطبية التي توفرها المؤسسة، إلى جانب الخدمات الإنسانية التي يحظى بها المواطنون فور وصولهم إلى المستشفى.
فمنذ افتتاحه، حرص المستشفى الجامعي على تقديم خدمات صحية بمعايير عالية، سواء على مستوى الاستقبال اللائق أو العناية الشاملة بالحالات المرضية، ما جعله قبلة للعديد من الأسر الباحثة عن الرعاية الصحية الجيدة، خاصة في التخصصات الدقيقة التي لم تكن متوفرة سابقًا بالمنطقة.
استقبال يليق بالمواطنين وعناية متواصلة
يعتمد طاقم المستشفى على مقاربة إنسانية تقوم على حسن الاستقبال، التوجيه السلس، وتوفير كل المعلومات والإرشادات الضرورية للمرضى وذويهم. كما تعمل الأطقم الطبية والتمريضية على متابعة دقيقة للحالات الواردة، مع إيلاء اهتمام خاص للمرضى القادمين من مناطق بعيدة، في إطار حرص المؤسسة على تجويد الخدمات وتوسيع العرض الصحي.
وتقدم مختلف أقسام المستشفى—من طب القلب، والجراحة، والإنعاش، وطب الأطفال، وطب العيون، والطب الباطني، وغيرها—خدمات تعتمد على أحدث التجهيزات وتراعي معايير الجودة والسلامة الصحية.
إنجاز طبي لافت.. عمليتا قسطرة قلبية ناجحتان
وفي سياق تعزيز الثقة بالخدمات الطبية بالجهة، شهد مستشفى محمد السادس الجامعي يوم أمس الجمعة إنجازاً طبياً بارزاً، تمثل في نجاح عمليتين دقيقتين في القسطرة القلبية (Coronarographie)، في خطوة تؤكد قدرة المستشفى على التعامل مع الحالات المعقدة بكفاءة عالية.
وقد جرت هاتان العمليتان تحت الإشراف المباشر للبروفيسور محمد الميناوي، أحد أبرز الأطر الطبية المتخصصة، ما يعكس توجه المؤسسة نحو استقطاب كفاءات وطنية رفيعة.
وشملت العمليات استكشافاً دقيقاً للشرايين التاجية من أجل تشخيص أمراض القلب التاجية ووضع خطط علاجية ناجعة، وفق أحدث البروتوكولات المعتمدة عالمياً.
وحدة القسطرة.. تجهيزات متطورة في خدمة المرضى
أُنجزت التدخلات بوحدة القسطرة التابعة للمستشفى، وهي وحدة متقدمة تجمع معدات وتقنيات حديثة للتصوير التاجي، ما يضمن دقة عالية وسلامة أكبر للمرضى خلال مراحل التشخيص والتدخل.
وتُعد هذه الوحدة إحدى ركائز تطور المستشفى، إذ تمكن من علاج الحالات القلبية الحرجة محلياً دون الحاجة لنقل المرضى إلى مدن أخرى.
رؤية إدارية لتعزيز العرض الصحي بالجهة
وفي تعليق لها على هذا التطور، أكدت إدارة المستشفى أن نجاح هذه العمليات يأتي انسجاماً مع استراتيجيتها الرامية إلى تقوية عرض الخدمات الصحية بجهة سوس ماسة، عبر الجمع بين كفاءة الموارد البشرية والتجهيزات الطبية الحديثة.
وأضافت الإدارة أن هذا التوجه ينسجم مع الرؤية الوطنية الهادفة إلى تطوير البنيات الاستشفائية وتحسين سبل التكفل بالمواطنين، بما يسهم في تقليص معاناة الأسر ويغنيها عن تحمل أعباء السفر للعلاج.
مستشفى محمد السادس.. صرح صحي يرسخ الثقة ويعزز الجاذبية الطبية
ومع تزايد الإقبال اليومي للمرضى من مختلف المناطق، يفرض المستشفى الجامعي محمد السادس نفسه كمؤسسة صحية مرجعية بالجنوب المغربي، بفضل تنوع خدماته وتطور تجهيزاته وحرص طاقمه على تقديم عناية إنسانية ومهنية في مستوى تطلعات المواطنين..
