خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أكدت مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أنّ الولوج إلى مجتمع المعرفة يفرض توفير جامعات من الجيل الجديد، تعتمد الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وتنهض بحكامة فعالة وعرض بيداغوجي يساير التحولات الحديثة. غير أن واقع الجامعة المغربية – تؤكد المجموعة – لا يزال بعيداً عن هذه الطموحات، إذ تتكرر الفضائح الأخلاقية والإدارية، فيما ظل العرض البيداغوجي متقادماً لا يختلف كثيراً عما كان يقدم منذ السبعينات، باستثناء مبادرات محدودة في بعض المؤسسات.
وأبرزت المداخلة أنّ معدلات ولوج الطلبة إلى الجامعة تعرف تراجعاً مقلقاً، إذ لا يتجاوز عدد الملتحقين بالتعليم العالي 5% من مجموع المسجلين بالابتدائي، مقارنة بـ54% في بعض البلدان القريبة و90% في دول متقدمة مثل كوريا. كما يفاقم الاكتظاظ من صعوبة التحصيل، حيث تجاوزت الطاقة الاستيعابية للجامعات 260%، مما أثر على جودة التطبيقات المخبرية والدروس العملية، في ظل استمرار ضعف الرقمنة وغياب المحتويات البيداغوجية على المنصات الإلكترونية.
وفي المجال الاجتماعي، سجلت المجموعة معاناة الطلبة مع السكن الجامعي والنقل والتغذية والمنح الهزيلة وغياب التغطية الصحية، مما يجعل ظروف الدراسة غير محفزة على التحصيل والبحث. كما نبهت إلى محدودية الميزانية المخصصة للبحث العلمي، والتي تظل الأدنى في المنطقة، مما يعرقل الطموح نحو جامعة منتجة للمعرفة.
واختتمت المجموعة مطالبها بالدعوة إلى إحداث أحياء جامعية جديدة، والرفع من المنحة وتعميمها، وتوفير تغطية صحية شاملة، فضلاً عن اعتماد رؤية وطنية تجعل على الأقل جامعة في كل جهة، وإحداث جامعات جديدة في الأقاليم الجنوبية لمواكبة متطلبات التنمية وتثبيت خيار الجهوية المتقدمة.
