متابعة علي بوراك
أسدل الستار، مساء الجمعة 18 يوليوز الجاري، على فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان تيميزار للفضة بمدينة تيزنيت، في أجواء احتفالية مبهرة طبعتها روح الإبداع، وعبق الثقافة الأمازيغية، وحضور جماهيري حاشد ملأ جنبات ساحة الاستقبال التي تحولت إلى منصة نابضة بالحياة والفرح والفن.
هذا النجاح الباهر الذي عرفه المهرجان لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الثاقبة والعمل الدؤوب الذي تقوم به جمعية تيميزار للفضة، الجهة المنظمة للتظاهرة، والتي كرّست جهودها منذ سنوات لترسيخ هذا الموعد الثقافي السنوي كحدث وطني بارز يحتفي بجماليات الفضة وفنون الجنوب، ويجسد غنى الهوية الأمازيغية المتجدّرة في عمق الوجدان المغربي.
وقد استُهلّت السهرة الختامية بظهور مميز للفنان الأمازيغي الكبير عبد الهادي إزنزارن، الذي عبّر بكلمات مؤثرة عن حزنه العميق لرحيل الفنان صالح الباشا، قبل أن يلهب حماس الحاضرين بأداء مجموعة من أشهر أغانيه الخالدة، التي ترددت أصداؤها من حناجر الآلاف الذين حضروا بشغف لتجديد العهد مع الفن الأصيل.
بعدها، تألقت الفنانة الستاتية، في عرض ساحر مزج بين الشعبي والأمازيغي، حيث أطلت بزي تقليدي مرصّع بالحلي الأمازيغية، في لمسة رمزية راقية لاقت تفاعلاً واسعاً من الجمهور، الذي تمايل على إيقاع أغانيها المعروفة وسط أجواء من البهجة والحيوية.
كما عرفت السهرة تنوعاً فنياً متميزاً بمشاركة أسماء لامعة، منها الفنانة دعاء اليحياوي، والمجموعة الموسيقية يوبا، إلى جانب الفنان الرايس المرجان، حيث قدّموا عروضاً موسيقية جمعت بين الأصالة والحداثة، ما أضفى على الأمسية طابعاً فنياً غنياً تجاوب معه الجمهور بحماس لافت.
وتولّى مهمة تنشيط الأجواء الموسيقية الـDJ المتألق كيكو، فيما تألق في التقديم الإعلاميان عائشة إدعلاو وعبد الله اكويتة، اللذان أبدعا في التفاعل مع الجمهور وخلق أجواء ديناميكية متميزة على امتداد السهرة.
ويُعد مهرجان تيميزار، الذي يُنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مناسبة فنية وثقافية بامتياز، يعكس مدى التزام جمعية تيميزار بالارتقاء بالتراث المحلي إلى مصاف التظاهرات الوطنية والدولية، حيث أضحت تيزنيت بفضله وجهة سنوية لعشّاق الفضة والفن والثقافة من مختلف أنحاء المملكة وخارجها.
ومع إسدال الستار على هذه الدورة الناجحة، تؤكد جمعية تيميزار للفضة مرة أخرى ريادتها في تنظيم التظاهرات الثقافية الكبرى، وتُثبت أن العمل الجاد، المبني على الاحترافية والتفاني، كفيل بترسيخ تقاليد فنية أصيلة تضيء سماء تيزنيت وتُشعّ بريقاً في سمفونية التراث المغربي العريق.
