✍️نورالدين سوتوش
يحكى أنّه كان هناك رجل حكيم يأتي إليه الناس من كلّ مكان لاستشارته. لكنهم كانوا في كلّ مرّة يحدّثونه عن نفس المشاكل والمصاعب التي تواجههم، حتى سئم منهم. وفي يوم من الأيام، جمعهم الرجل الحكيم وقصّ عليهم نكتة طريفة، فانفجر الجميع ضاحكين. بعد بضع دقائق، قصّ عليهم النكتة ذاتها مرّة أخرى، فابتسم عدد قليل منهم. ثمّ ما لبث أن قصّ الطرفة مرّة ثالثة، فلم يضحك أحد. عندها ابتسم الحكيم وقال: – “لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرّة، فلماذا تستمرون بالتذمر والبكاء على نفس المشاكل في كلّ مرة؟!”
فكل قصة نقرؤها تدثر حكمة، ولعلها أجمل المقدمات لنعري عبرها على واقع تتجادب فيه الأحداث ، في علاقة سببية متباينة في الزمان والمكان.
من هنا نبدأ المقال، في وسط مدشر يقبع وسط جماعة إنشادن، يحمل اسم أيت العياط.
المناسبة هي انعقاد الجمع العام الاستثنائي لتجديد مكتب الجمعية التي تسير مرفق توزيع الماء الشروب والخدمات الأخرى بالدوار.
فمنذ الساعات الأولى من مساء أمس الأحد 15 يناير الجاري ، ركزت جريدة “نشرة” انتباهها صوب مقر الجمعية، قصد تغطية اطوار الجمع العام وأخذ ارتسامات الناس حول انتظاراتهم من الجمعية ومكتبها الجديد.
غير أن المكان ، لا تدب فيه اية حركة لبشر، بإستثناء بعض اعضاء المكتب المسير الذين حضروا ليودعوا كرسي المسؤولية كما عاينته الجريدة.
َمرت ساعتان ونحن ننتظر ساكنة الدوار لحضور اشغال الجمع العام ، من أجل محاسبة المكتب المسير وانتخاب مكتب جديد من اختيارهم، لكن لا أحد من منخرطي الجمعية حضر.
وبعد طول إنتظار، خرج محمد من مقر الجمعية ، وهو أحد المنخرطين بهذه الهيأة المدنية ،وعلامة الاستياء والغضب بادية على محياه، استوقفته جريدة “نشرة” ليشرح لنا الوضع وماذا وقع بالتفصيل .
” كما عاينتم بأنفسكم، لا أحد حضر لأشغال الجمع العام، فماذا ننتظر من ساكنة لا يهمها مصيرها؟ يتسأل محمد.
وأضاف ذات المتحدث” الكل ينتقد وضعية الدوار وما آلت إليه أوضاعه البئيسة من وراء الستار وعلى كراسي المقاهي، إنه أمر مؤسف أن نترك الجمل بما حمل، فمصالح الدوار في مهب الريح . ”
وعن المرحلة القادمة التي ستقابل الفراغ التدبيري على مستوى الجمعية قال ذات المنخرط ” لن نقبل من اليوم أي ندم او استنكار قد يعبر عنه أي شخص من الساكنة إذا سأت اوضاع المدشر، خاصة وان الجمعية تدبر قطاعات حيوية والمثمثلة في توزيع الماء الصالح للشرب و النقل المدرسي و التعليم الأولى .”
وختم ذات المتحدث موجهاََ رسالة إلى كل من يهمه أمر دوار أيت العياط ” نحن كساكنة،لا يجب أن نركن إلى زاوية ضيقة، ونراقب الأوضاع بعين المتفرج، فإذا لم ندرك خطورة عدم المشاركة في التدبير وتحمل المسؤولية ، فسنلقي بأنفسنا جميعاََ إلى التهلكة بسبب هذه اللامبالاة الغير المؤسسة على أي منطق أو عقل .”
يذكر أن جمعية التضامن ايت العياط ،قد بدأت رحلة التدبير الجمعوي المحلي منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي،و شاركت ، كباقي الجمعيات المحلية، في تحريك عجلة التنمية بالمنطقة، بعد مساهمتها في جلب عدة مشاريع تخص الكهربة القروية وتوزيع الماء الصالح للشرب لفائدة الساكنة.