محمد فؤادي – أنقرة

ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابًا أمام البرلمان التركي (TBMM)، سلط فيه الضوء على المجازر والظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي. وفي خطابه أمام أعضاء البرلمان قال عباس: “أحييكم للدفاع عن القضية العادلة لشعبنا الفلسطيني”. وندد بشدة بالمجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة والمخيمات الفلسطينية، خاصةً مجزرة المدرسة في غزة، كما انتقد صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الفظائع.
وأعرب عباس عن تقديره للموقف الشجاع والمبدئي الذي اتخذه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأشاد بالموقف الذي تتخذه الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشعب التركي تجاه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. وقال عباس: “لقد أصبحت القضية الفلسطينية مسألة رئيسية في تركيا”، وأكد أن دور تركيا الدولي في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة وقرارها بوقف التبادل التجاري بقيمة 10 مليارات دولار مع إسرائيل دعمًا لفلسطين هو دليل على هذا الالتزام.
وفي الوقت الذي تابع فيه الرئيس رجب طيب أردوغان الجلسة من الشرفة الخاصة، لفتت الأنظار صورة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران.
“الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه”
وأوضح عباس أن الهدف من الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية والقدس هو محو الوجود الفلسطيني، لكن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكًا بأرضه ومقدساته مهما كان الثمن. وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن مقاومته ضد الاحتلال. وأشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر استشهد 40 ألف فلسطيني، وأصيب 80 ألف آخرون، فيما استشهد 10 آلاف في الضفة الغربية. ومع ذلك، شدد على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله ولن يغادر أرضه.
“القدس خط أحمر بالنسبة لنا”
وأكد عباس أن القدس تحمل أهمية تاريخية ودينية للشعبين الفلسطيني والتركي على حد سواء، وأن التنازل عن القدس غير وارد. وقال: “نعرف مكانة القدس في قلوبكم منذ العهد العثماني وحتى اليوم”، مضيفًا: “القدس الشريف هي تاج رحلة الإسراء والمعراج للنبي محمد ﷺ، والمكان الذي ولد فيه سيدنا عيسى عليه السلام وصعد إلى السماء. القدس خط أحمر لنا جميعًا”.
“النضال من أجل دولة فلسطينية مستقلة مستمر”
وأوضح عباس أن غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية تشكل جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال: “لن نتنازل عن شبر من أرض فلسطين”. وأكد أن المسجد الأقصى هو مسجد المسلمين، وأن الكنائس في القدس هي كنائسهم، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني سيواصل الدفاع عن مقدساته.
“قررنا الذهاب إلى غزة رفقة كل أعضاء قيادتنا”
وأعلن عباس عن قراره بالتوجه إلى غزة مع جميع أعضاء القيادة الفلسطينية . كما دعا عباس من منصة البرلمان التركي القادة الدوليين قائلا “أدعوا قادة الدول العربية والإسلامية، وكل أصحاب القيم ومسؤولي الأمم المتحدة إلى أداء هذا الواجب الإنساني معنا”. وأكد عباس على ضرورة إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
“إسرائيل لن تفلت من جرائمها”
وفي ختام كلمته، أكد عباس أن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل لن تسقط بالتقادم، وأن مرتكبي هذه الجرائم سيحاسبون. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لا يدافع عن أرضه فحسب، بل يقف أيضًا في الخطوط الأمامية في مواجهة الحركة الصهيونية التوسعية التي تهدد المنطقة بأكملها.
وقد استُقبل خطاب الرئيس عباس، الذي استمر لمدة 46 دقيقة، بالتصفيق الحار من الرئيس أردوغان وأعضاء البرلمان والحضور على غرار تصفيق الكونغرس الأمريكي لناتنياهو. وترك الخطاب أثرًا كبيرًا في البرلمان التركي كرمز لدعم المقاومة الفلسطينية والنضال من أجل الاستقلال.