تشهد مدينة أكادير ومحيطها، خصوصا أحياء الداخلة والسلام والحي المحمدي والدشيرة، تفاقم ظاهرة الاستغلال الجنسي للفتيات القاصرات، حيث تحولت بعض الشقق إلى أوكار معدة خصيصا لهذا الغرض، وتسيطر عليها شبكات مافياوية تترأسها نساء معروفات في هذا الوسط.
وكشفت الأبحاث الميدانية عن أرقام صادمة، أبرزها تسجيل 419 حالة استغلال و200 حالة ضابطة، لتسلط الضوء على عمق الخطر الذي يتهدد هذه الفئة العمرية. وأكدت النتائج أن غياب الرعاية الأسرية والتفكك العائلي، إلى جانب الأمية المرتفعة بين الأمهات (53,7%) والآباء (27,9%)، من أبرز أسباب انزلاق الفتيات نحو هذا المستنقع.
وأظهرت الأبحاث أن 69,4% من القاصرات يشعرن بأن أسرهن لا تهتم بمستقبلهن، فيما عبرت 55,8% عن افتقادهن للحب والحنان. كما أن 67,3% من الآباء لا يفرضون قوانين واضحة داخل البيت، في حين أن نصف الحالات تقريباً تنحدر من أسر مفككة.
أما على مستوى التعليم، فقد تبين أن 76,8% من القاصرات المستغلات جنسيا منقطعات عن الدراسة، وأكثر من 23% غادرن المدرسة بسبب التحرش أو الاعتداء الجنسي، وهو ما جعل الشارع وأماكن العمل أبرز مجالات هذا الاستغلال بنسبة 44,9% و20,5% على التوالي.
وترى الأبحاث أن الحاجة المادية شكلت الدافع الأبرز، حيث أكدت 50,4% من الفتيات أن الفقر هو السبب المباشر في قبولهن بهذا الوضع. كما أن نسبة هامة منهن تعاطين المخدرات والكحول والحبوب المهلوسة، ما يزيد من هشاشتهن.
وتخلص نتائج الأبحاث الميدانية إلى أن الظاهرة لم تعد مجرد حالات معزولة، بل شبكات منظمة تستغل الفقر، التفكك الأسري، والهدر المدرسي، لتجر الفتيات القاصرات إلى عالم يهدد مستقبل أجيال بكاملها، الأمر الذي يستدعي تحركا عاجلا من السلطات والمجتمع المدني لحماية الأطفال ووقف نزيف الاستغلال الجنسي في أكادير وضواحيها.

