أمام البوابة الرئيسية لمستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير، تصطف عربات مأكولات متنقلة تقدّم وجبات خفيفة للمرضى وذويهم. مشهد يبدو عادياً للوهلة الأولى، لكنه يخفي وراءه شبكة من الممارسات غير القانونية التي حوّلت هذه العربات من مجرد مورد للغذاء إلى أداة لابتزاز واستغلال المرضى.
عدد من الشهادات التي استقتها فعاليات مدنية محلية تؤكد أنّ بعض أصحاب هذه العربات لم يكتفوا ببيع المأكولات، بل صاروا يمارسون دور “الوسيط” داخل المستشفى. حيث يعرضون على المرضى وأقاربهم تسهيلات تتعلق بـ:
-
الحصول على مواعيد قريبة للعمليات الجراحية.
-
ضمان ولوج أسرع إلى بعض الأقسام الطبية.
-
توفير أدوية أو مستلزمات نادرة.
كل ذلك يتم بمقابل مالي، يصل أحيانًا إلى مبالغ كبيرة، في لحظات يكون فيها المريض في أمسّ الحاجة إلى العلاج وليس للمساوم
والمثير في هذه الظاهرة هو شبهات التواطؤ مع بعض الأطر الطبية أو الإدارية، ما يجعل تدخل أصحاب العربات أكثر فعالية بالنسبة للمرضى، وبالتالي يزيد من نفوذهم أمام المستشفى. هذا الوضع حوّل محيط المؤسسة الصحية إلى فضاء للفوضى، حيث يُستغل المرضى في أوضاع إنسانية صعبة.
رغم الجهود المبذولة من طرف العديد من الأطباء النزهاء والأطر الإدارية الشريفة داخل المستشفى، إلا أن استفحال هذه الظاهرة يُفقد المواطنين الثقة في الخدمة العمومية الصحية، ويجعل المستشفى ساحة للابتزاز بدل أن يكون فضاءً للعلاج والطمأنينة.
هيئات حقوقية وساكنة محلية طالبت بضرورة:
-
تنظيم محيط المستشفى ومنع العربات المتنقلة من التمركز العشوائي.
-
فتح تحقيقات حول تورط بعض الوسطاء في شبكات السمسرة.
-
توفير فضاءات منظمة خارج المستشفى لتقديم خدمات الأكل بشكل قانوني، بعيداً عن أي ممارسات مشبوهة.