نشرة -الرباط
أجمع المشاركون في ندوة علمية على أن تجويد الأداء الديداكتيكي داخل المدرسة المغربية يمرّ عبر تبنّي تصور جماعي يستحضر التحولات الراهنة ورهانات منظومة التربية والتكوين. برز هذا الموقف خلال حفل توقيع كتاب «ديداكتيك المواد الدراسية: مقاربات معاصرة من أجل تجويد التعلمات»، الذي نظّمه مركز الدراسات في علوم التربية والتعليم بمدينة فاس، بشراكة مع منظمة التضامن الجامعي.ويُعد هذا المؤلَّف الجماعي المحكّم ثمرة عمل علمي منسسق أشرف عليه الدكتور إحسان المسكيني، فيما تولّى تقديمه الدكتور محمد الأزهاري.
وقد عرف الحفل حضورًا علميًا وازنًا،ناقش أخر مستجدات قضايا التربية والتكوين.حيث قدم الدكتور طارق القطيبي فقرات اللقاء، بمشاركة كلٍّ من الدكتور محمد براز والدكتور سليمان زين العابدين، إلى جانب نخبة من الباحثين والمهتمين بالشأن التربوي. وشكّل اللقاء محطة لفتح نقاش علمي رصين حول واقع ديداكتيك المواد الدراسية وآفاق تطويرها.
ويأتي هذا الكتاب ليطرح مقاربات متنوّعة ورؤى معاصرة حول طرق تنزيل المواد الدراسية في حقول العلوم الإنسانية والعلوم التجريبية. ويسعى المؤلَّف إلى تجديد المفاهيم الديداكتيكية، وتوسيع مجال الانفتاح على التجارب الدولية الرائدة، وتيسير تبادل الخبرات بين الباحثين والممارسين التربويين، بما يسهم في تطوير الممارسات الصفّية والارتقاء بجودة التعلمات داخل المدرسة المغربية.
كما يراهَن من خلال هذا العمل على تقديم تصورات ديداكتيكية عملية تساعد في مواجهة الصعوبات البنيوية التي تعترض منظومة التربية والتكوين. ويشدد المركز، عبر هذا الإصدار، على أن إصلاح المدرسة المغربية لن يتحقق إلا عبر مبادرات علمية جماعية ومُنفتحة قادرة على تشخيص الأعطاب، واقتراح حلول واقعية يصوغها خبراء وفاعلون ميدانيون على تماس مباشر مع واقع الفصول الدراسية.
ويؤكد مركز الدراسات في علوم التربية والتعليم أنه يواصل، من خلال إشرافه على كتب جماعية محكَّمة وبرامج بحثية متعددة، الرفع من جودة الإنتاج العلمي، وتعزيز ثقافة الإشراك وتبادل الخبرات بين الفاعلين التربويين، تماشياً مع رهانات تجديد المدرسة المغربية وتحسين مردودية التعلمات.
