شهدت مدينة وادي زم، عصر يوم الخميس 14 غشت 2025، انطلاق فعاليات المهرجان الوطني لمدينة وادي زم في أجواء احتفالية راقية جمعت بين عبق التاريخ وإبداع الحاضر، تخليدًا للذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، تحت شعار: “مدينة الشهداء.. منارة النضال ومهرجان الوفاء لملك البلاد”.
انطلق “محرك مدينة الشهداء” بلوحات مبهرة من فن التبوريدة التقليدية، قدّمتها فرق فروسية من مختلف الأقاليم، من بينها خريبكة، بني ملال، الفقيه بن صالح، الناصرية، الشرقاوية، والصحراء المغربية، فضلًا عن فرق تمثل الجالية المغربية المقيمة بفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، ليبلغ العدد الإجمالي أكثر من 40 فرقة، في عرض بديع خطف الأنظار.
وفي قلب المشهد، برزت خيمة محمد سقراط، رئيس الجمعية المنظمة، كإحدى المفاجآت الكبرى لهذه الدورة، إذ لفتت الأنظار بتصميمها البهي الذي اعتبره الكثيرون سابقة في المهرجانات المحلية، سواء من حيث المساحة أو التجهيزات أو الحفاوة في الاستقبال. سقراط، الذي يجمع بين دوره كرئيس للجمعية ومقدم لفرقة تبوريدة متميزة، جسّد صورة القائد الميداني القريب من تفاصيل الحدث، حيث نجح في تقديم عرض فروسية رفيع المستوى، نال استحسان الحضور.
ولم تقتصر خيمة سقراط على التبوريدة، بل تحولت إلى فضاء ثقافي وفني متكامل، احتضن فقرات موسيقية تراثية، أبرزها عروض عبيدات الرمى الشهيرة، إلى جانب فرق أمازيغية أعادت للأذهان تنوع الموروث الثقافي المغربي وثراءه.
وقد أظهرت أجواء المهرجان أن محمد سقراط يمتلك من الكفاءة والقدرة على التنظيم ما يجعله في مستوى يليق بحجم هذا الحدث الوطني، حيث ترك بصمة واضحة سواء على مستوى خيمته المبهرة أو فرقته المتميزة، وهو ما اعتبره كثير من المتتبعين نموذجًا ناجحًا للتسيير الميداني الفعّال، متفوقًا.
وقد عرفت الفعاليات الافتتاحية حضور وفد رسمي وازن، ضم على الخصوص باشا المدينة، ورئيس جماعة وادي زم، وعددًا من المسؤولين وممثلي السلطات المحلية، وفعاليات المجتمع المدني، وممثلي عدد من المنابر الإعلامية. وقد تابع هذا الحضور، إلى جانب جمهور غفير، لوحات استعراضية من فن التبوريدة التقليدية، أضفت على الانطلاقة أجواء حماسية واحتفالية.
كما تميزت هذه البداية بمشاركة فرق تراثية موسيقية من فن عبيدات الرما، وأخرى من التراث الموسيقي الأطلسي، في مزيج فني زاوج بين تثمين التراث المحلي وإبراز خصوصيات الموسيقى الأصيلة على صعيد جهة بني ملال خنيفرة، بما يعكس التنوع الثقافي والفني الذي يميز هذه التظاهرة الوطنية.
ويعود الفضل في نجاح هذه الانطلاقة إلى تضافر جهود عدد من الشركاء، في مقدمتهم المجمع الشريف للفوسفاط، عمالة إقليم خريبكة، جهة بني ملال خنيفرة، جماعة وادي زم، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، غرفة الصناعة التقليدية، والشركة الجهوية أطلس للتنمية السياحية، في التزام جماعي يعكس إرادة جعل وادي زم فضاءً يليق بتاريخها كـ”مدينة الشهداء”، ومنارة للثقافة والفنون على الصعيدين الوطني والدولي.
