في مشهد مهيب يعكس رمزية الدولة وهيبتها، شهدت القاعة الكبرى لعمالة إقليم خريبكة مساء يوم الثلاثاء 29 يوليوز 2025، فعاليات حفل الإنصات للخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده عرش أسلافه المنعمين، وذلك وفقًا للبلاغ الصادر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة.
وقد افتتح هذا الحفل الوطني الكبير بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تلتها مراسم توشيح عدد من المتقاعدين والموظفين من مختلف القطاعات بأوسمة ملكية سامية أنعم بها عليهم جلالة الملك، عرفانًا بعطائهم والتزامهم ونزاهتهم في خدمة الوطن.
وشهد الحفل حضورًا وازنًا شمل مسؤولين قضائيين وأمنيين، وعددًا من البرلمانيين والمنتخبين، ورجال السلطة المحلية، وفعاليات من المجتمع المدني، في أجواء طبعتها الجدية والتنظيم المحكم، بإشراف مباشر من عامل صاحب الجلالة على إقليم خريبكة، الذي أبان منذ تعيينه عن حزم إداري وكاريزما مهنية تحظى باحترام واسع من مختلف المتتبعين، حيث لا مجال معه للفوضى أو الاستهتار، بل تحضر روح المسؤولية والانضباط في كل التفاصيل.
وقد لاقت هذه الدينامية الجديدة التي بصمت بها الإدارة الترابية الإقليمية إشادة واسعة من الحاضرين، خصوصًا في ما يتعلق بحرص السيد العامل على التقدير الرمزي للكفاءات، وإعلاء منطق الاستحقاق والتفاني في العمل، بعيدًا عن منطق الولاءات الضيقة أو الفوضى المصلحية.
ومن بين الموشحين بأوسمة الاستحقاق الوطني نجد أسماء بارزة من خريبكة، وادي زم، وأبي الجعد، من بينهم: نادية الهلالي، إبراهيم الشبوكي، الحبيب الزين، الزهرة الياسي، حسن أزكي، فاطمة بنعيدي، المصطفى عريبي، عبد الرحمان أحبالة، عبد القادر جهوي، الحاج الطاهري، محمد عجيلي، نور الدين برزمي، عبد العزيز عراف، محمد الكربوبي، عبد الرحمان مسحات، محمد كامل، عبد الرزاق بقال، لهموش الكبدي، والنوشيح، تقديرًا لما قدموه من خدمات جليلة خلال مسارهم المهني.
وبعد انتهاء مراسيم التوشيح، تابع الحضور الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك إلى شعبه الوفي، والذي شكل كما جرت العادة خارطة طريق واضحة المعالم، ترسخ نهج الإصلاح، وتضع المواطن المغربي في قلب الاهتمام، مع التذكير بثوابت الأمة ورهانات المرحلة المقبلة.
لقد كان الحفل، كما لاحظه الجميع، صورة مشرقة لروح الانتماء والاعتزاز بالوطن، وتنزيلًا فعليًا لتوجيهات صاحب الجلالة بخصوص الاعتراف بالكفاءات وتثمين الجهود، في ظل إدارة ترابية جادة وحازمة، تضع نصب عينيها هيبة الدولة، وتحارب العبث الإداري والسلوكات الفوضوية بكل حزم.
إن خريبكة، بهذا النفس الجديد، تفتح صفحة واعدة في مسار التدبير المسؤول، حيث لا صوت يعلو فوق صوت القانون، ولا مكان لمنطق “الضسارة” في حضرة من يمثل الدولة بعقلانية وصرامة ورؤية استراتيجية.