✍️ عبد المنعم زبار: باحث في ماستر القانون الدولي والترافع الديبلوماسي
يحتفل الشعب المغربي بالذكرى الخامسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، يستحضر فيها المغاربة أسمى مظاهر الفخر والاعتزاز، مشيدين بقوة ومتانة الالتحام المكين الذي ما فتىء يجمعهم بالعرش العلوي المجيد، على امتداد جميع مراحل بناء صرح مملكة الرخاء والازدهار وأهم المنعطفات الحاسمة والمواقف الصعبة من تاريخ الأمة.
وتصادف هذه الذكرى المجيدة يوم 30 يوليوز من كل سنة، لتسلط الضوء على أواصر المحبة القوية، وتعلق الشعب المغربي الراسخ بجلالة الملك محمد السادس، رمز الأمة وموحدها، وباعث نهضة المغرب الحديث، الذي تمكن بفضل حنكة وتبصر وسداد رؤية جلالته وتجند أبناء هذا الوطن الأبي، من شق طريق التقدم والازدهار بكل عزم وتباث.
تكتسي ذكرى عيد العرش المجيدة دائما وباستمرار طابعا متميزا من مظاهر المسرة والابتهاج والانشراح وتكتنز ذكرى عيد العرش أكثر من دلالة من معنى ومغزى.
كونها أولا مجالا لاستحضار المواطن المغربي لذلك العهد المكين الذي يربطه بعاهله المفدى والرباط الوثيق الذي يجمع بين العرش والشعب في صورة متناغمة ومتماسكة من ملك لآخر ومن عهد لآخر على مدى الأجيال والقرون.
وهي مناسبة طيبة أيضا لتجديد الإرادة والعزم لمواصلة الطريق واستئناف المسير بعد سنة من الحكم حافلة بالمنجزات والعطاءات الباهرة التي رأت النور في هذا العهد الميمون وتحققت في ظله الوارف.
إن العرش بالنسبة للشعب المغربي يعتبر صمام أمنه ومجدد حياته ومحقق آماله، ولذلك فإن الاحتفال بعيد العرش المجيد يعتبر فرصة للتعبير القوي عن العواطف الجياشة التي يكتنزها صدر كل مغربي اعتزازا بملكه ومجدد نهضته ومحقق آماله.
إن الإنجازات التي حققها المغرب طيلة 25 سنة، تحت قيادة الملك محمد السادس في مختلف المجالات التي شهدت مشاريع كبرى، تستجيب لروح المبادرة القيادية وتضع المواطن والوطن في أفق هذه الرؤية التي لا ينكر إلا جاحد ولئيم الوجه المشرق للمغرب في ميادين متعددة جعلت المواطن المغربي هو مركز كل الإصلاحات والاستراتيجيات، سواء في برامج التغطية الصحية أو التعليم أو الشغل والاستثمارات…
تعرض المغرب لأحداث حددت تطوره ونموه؛ كالضربات الإرهابية، وموجات الجفاف، وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، والربيع العربي، والكوفيد وزلزال الحوز… خرج منها المغرب منتصرا، بإرادة سامية تستمد كنهها من الترابط والتلاحم بين العرش والشعب… علاقة تتعدى صورة الحاكم بالمحكومين الى ترابط أخوي يمثل فيه الملك الأخ الأكبر وكبير العائلة الذي ينتظره المغاربة في الطرقات للسلام عليه، سواء داخل الوطن أو خارجه…
دشت خلالها برامج ومواثيق خاصة بالتربية والتعليم وحقوق الإنسان ومجال الحريات العامة والمؤسسات الإعلامية ورهان الدولة الاجتماعية ومؤسسات حكامة دستورية وأخرى قانونية في مجالات الأمازيغية وحقوق الإنسان والأسرة والشباب والإعلام ومجلس الجالية والمنافسة والوسيط والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وجعل ركيزة الأمن الداخلي غاية وأولية جعلت المغرب مثالا جديرا بالاقتداء على الصعيد الدولي.
وقراءة لحاضر المغرب ومستقبله في علاقة مع تاريخه مع تقرير الخمسينية ومسلسل الانصاف والمصالحة وتداعيات النموذج التنموي الجديد وضربات الإرهاب وبرامج المراجعة، وانتصار مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية المغربية، وعشنا انتصارات مونديال قطر وفرحة إعلان التنظيم المشترك لمونديال 2030…
حققت الدبلوماسية المغربية خلال السنوات الأخيرة تراكمات كبيرة في تدبير ملف الصحراء المغربية الذي يبقى على رأس أولويات خارجية المملكة، تحت التوجهات الكبرى للملك محد السادس شملت انتصارات كبيرة للدبلوماسية المغربية في قضية الوحدة الترابية للمملكة من خلال توسيع دائرة التأييد الدولي للمقترح المغربي الرامي إلى منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا ، وكذا صدور قرار أممي يدحض ادعاءات الجبهة الانفصالية ويؤكد دور الجزائر الرئيسي في هذا النزاع، وهي تضع بعين الاعتبار المناخ الاقليمي والدولي المتغير ، جعل الرباط تتوجه نحو تأسيس وتقوية التحالفات الإقليمية على المستوى السياسي والاقتصادي كما هو الشأن بالنسبة للمبادرة الملكية الرامية إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى الأطلسي ، وهو التكتل الذي يروم ازدهار افريقيا ويقطع الطريق على الأصوات المعادية ويجعلها في مصاف الدول الصديقة.
كلها حقائق واقعية، وليست من وحي الخيال أو التهيؤ …إنجازات يعتبر الملك محمد السادس القلب النابض والمحرك الرئيسي.. هو صواب وليس افتراضات، تجد ضالتها على أرض الواقع…
من خلال ما نعيشه وعشناه، يحق للمغاربة الاعتزاز بهذه الرابطة المتينة، التي ما فتئت شعلتها تتقد وتكبر في العهد الزاهر لجلالة الملك محمد السادس، الذي تمكن بفضل رؤيته المتبصرة وقيادته الرشيدة، من جعل المغرب منارة ساطعة أضاءت بإشعاعها وتألقها مختلف أرجاء المعمور.
تعليقات الزوار ( 0 )