✍️ عزيز اخواض
نظمت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، يوم الثلاثاء فاتح اكتوبر الجاري، بالمكتبة الوسائطية التابعة لمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة، يوما دراسيا حول الصحة النفسية والعقلية والإدمان بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .ومؤسسة النيابة العامة والمجلس العلمي المحلي والمجتمع المدني. ويتوخى من هذا اللقاء ترسيخ الوعي بأهمية الصحة العقلية والنفسية ودعم الأفراد الذين يواجهون مشاكل وتحديات نفسية ومكافحة ظاهرة الإدمان.
وكان اللقاء فرصة للاستماع إلى عدة عروض تتكامل في مقاربتها للأمراض النفسية والعقلية وللإدمان سواء من حيث البعد النفسي او العقلي أو القانوني أو الديني.

وهكذا وبعد الكلمة الافتتاحية التي ألقاها السيد احمد النبطي المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية ، تطرق كل من السيد بدر الحول أخصائي علم النفس الإكلينيكي والسيد ايت الحاج مصطفى طبيب أخصائي الأمراض النفسية والعقلية إلى موضوع الصحة النفسية والعقلية بالتعريف بأشكالها وتقديم المهارات النفسية والاجتماعية لتقوية المناعة النفسية.
ومن جهته عرض السيد احمد الشاني، طبيب رئيسي بقسم المستعجلات بالمستشفى الاقليمي الحسن الثاني بخريبكىة، الامكانيات المادية والبشرية للبنيات الصحية ذات الصلة وطريقة اشتغالها مثل المستعجلات وقسم الأمراض النفسية والعقلية بخريبكة وقسم الأمراض النفسية والعقلية ببني ملال والمساعدة الاجتماعية وخلية اليقظة الاجتماعية بخريبكة وعلاقات التكامل والتآزر والتناغم التي تجمعها لتمكين المواطن المريض اوالمدمن من الرعاية الطبية. وفي الحالات المركبة تتدخل الجمعيات التي تشتغل تحت اشراف خلية اليقظة الاجتماعية ( التي تعتبر ابتكارا خاص باقليم خريبكة) وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لحل مشاكل هذه الفئة من المواطنين بتنسيق مع المساعدة الاجتماعية.

وبخصوص الشق القانون فقد تدخل السيد يوسف الشيخ النائب الأول للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، معززا تدخله بمعطيات إحصائية. فتطرق لإشكاليات اساسية مثل المسؤولية القانونية للمدمن حين ارتكابه جرما، مشير إلى الفصول ذات الصلة من مدونة القانون الجنائي. ومشكل الايداع القانوني والوضع القضائي .والفرق بينهما….والخبرة النفسية والقضائية والحماية القانونية ….الخ وتقدم بمجموعة من الاقتراحات العملية من شانها مساعدة وتطوير عمل الطبيب النفسي والعقلي وتعزيز دور الجمعيات بالاقليم والجهة مشيرا إلى دور الأساسي والفعال للخلية الجهوية لمناهضة العنف ضد النساء والطفل.وخلية اليقظة الاجتماعية.
أما السيدة سعاد الشوتير ممثلة المجلس العلمي المحلي فقد تطرقت بتفصيل الى الممارسة الدينية في الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية وتنميتها مستشهدة بآيات من الذكر الحكيم وأحاديث نبوية شريفة.ومشيرة إلى تجارب فريدة للمجلس العلمي .
ومن جهته ذكر السيد عبد الصمد دامي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة اقليم خريبكة، بالقيم والمبادئ وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عبر مراحلها الثلاث مستشهدا بمقتطفات من خطب جلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده. كما ذكر بتدخلات المبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية في مجال الصحة النفسية والعقلية: كإعادة تأهيل قسم الطب النفسي والعقلي بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني واقتناء سيارة خاصة لنقل المختلين عقليا و تنظيم وتمويل لقاءات وحملات تحسيسية بمخاطر الإدمان في المؤسسات التعليمية.
أما السيد عبد الجليل الجعداوي رئيس جمعية أولاد البلاد للإسعاف الاجتماعي لمركز دفء فقد ذكر بالدور الذي يقوم به المركز في حماية المشردين وإعادة إدماجهم في المجتمع، على سبيل المثال فقد تمت إعادة إدماج 274 شخصا وقدم المركز 41100 ليلة مبيت و84000 وجبة أكل في غضون 3 سنوات. وذكر بعمليات إنقاذ المشردين والخدمات المقدمة لهم. حتى مرحلة إيصالهم بذويهم. كل ذلك بتنسيق مع المصالح ذات الصلة كالنيابة العامة والتعاون الوطني ومندوبية الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ومن جهته عرض السيد ايت منصور رئيس جمعية شباب الخير والتكافل للأمراض النفسية والعقلية ومحاربة الإدمان تدخلات الجمعية ما بين اكتوبر 2021 وشتنبر 2024 المتمثلة في 780 تدخلا منها 250 حالة استفادت من المساعدة الاجتماعية و200 حالة استفاد اصحابها من المساعدة الطبية و50 حالة استفادت من المساعدة القانونية و30 حالة من المساعدة الإدارية …..الخ كل ذلك بتنسيق مع خلية اليقظة الاجتماعية والنيابة العامة والخلية الجهوية لمناهضة العنف ضد النساء والطفل والمندوبية لوزارة الصحة والسلطة المحلية والأمن الوطني والدرك الملكي وجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي مجلس وعمالة اقليم خريبكة ومديريتي الشباب والثقافة.
واعتبر السيد محمد اهناني باشا مدينة خريبكة نيابة عن السيد عامل الاقليم اللقاء ارضية خصبة للمناقشة والبحث ، في لقاءات مستقبلية، عن حلول وتوصيات عملية كفيلة بتجويد العرض الطبي في مجال الأمراض العقلية والنفسية والإدمان .
واختتم اليوم الدراسي بالاستماع والإجابة على تساؤلات مكونات المجتمع المدني المهتم بالصحة النفسية والعقلية والإدمان بالاقليم باعتباره شريكا أساسيا في تفعيل المقاربة التشاركية.