عبد الكريم غيلان: كاتب رأي


على الصعيد العالمي، أعادت عملية طوفان الأقصى توحيد الشعوب ضد الظلم، وأثبت أن القيم الإنسانية لا تزال حية.
لقد أظهرت الأحداث أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لتركيز الاستيطان الإسرائيلي، وأن الشعوب تطمح إلى الحرية والكرامة. كما أثبتت أن التضامن الدولي يمكن أن يكون قوة مؤثرة في مواجهة الظلم والعدوان.
بعد أن كانت القضية الفلسطينية تشهد حالة من الجمود، فجّر حادث السابع من اكتوبر شرارة جديدة أشعلت نيران الصراع، وكشفت عن وحشية إسرائيل هزت ضمير العالم.
من حالة من اللامبالاة والتعب العربي ، انتقلت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، حيث كشفت الحقائق عن عدوانية إسرائيلية لا حدود لها، وعن معاناة شعب فلسطيني يقاتل من أجل حريته واستقلاله.
لم تعد القضية مجرد صراع إقليمي، بل أصبحت قضية عالمية، حيث خرجت الملايين إلى الشوارع في مختلف أنحاء العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض العدوان الإسرائيلي. الجامعات، وخاصة الأميركية، تحولت إلى ساحات حرب أيديولوجية، حيث تنافست الاطروحة الفلسطينية بقوة مع الرواية الإسرائيلية المزيفة.
الحدث الدراماتيكي في السابع من أكتوبر لم يكن مجرد نقطة تحول في الصراع، بل كان بمثابة تذكير للعالم بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وبالواجب الأخلاقي للدفاع عن المظلوم.
الشعب الفلسطيني، الذي يدفع ثمن هذا الصراع غالياً، هو البطل الحقيقي لهذه الملحمة، فهو يقاتل من أجل أرضه وكرامته، ويثبت للعالم أجمع أن روح الإنسان أقوى من أي قوة عسكرية.
إن ما يحدث في غزة اليوم هو أكثر من مجرد حرب، إنه صراع بين الحق والباطل، بين الديمقراطية والاستبداد، وبين الحياة والموت.
إن تداعيات طوفان الأقصى ستظل محط أنظارنا لسنوات قادمة، حيث ستشكل هذه الأحداث مسار العلاقات الدولية وتحدد شكل العالم الجديد.
ختاماً، يجب علينا جميعاً أن نستلهم من صمود الشعب الفلسطيني، وأن نعمل جاهدين لدعمه في نضاله العادل، حتى يحقق النصر ويعم السلام العالم.