شهد حي القدس الأول بمدينة تازة اليوم وقفة احتجاجية من قبل سكانه الذين عبّروا عن استيائهم الكبير من الوضعية المتدهورة التي يعانون منها نتيجة التهميش المستمر للحي. هذا الحي، الذي كان في وقت من الأوقات واحدًا من الأحياء الحيوية في المدينة، أصبح اليوم شاهدًا على التراجع في العديد من المجالات الأساسية مثل البنية التحتية، والبيئة، والتنظيم الاجتماعي.
كان أول مطالب المحتجين هو تسريع وتيرة الأشغال التي تشهدها المنطقة حاليًا من قبل الشركة المكلفة بتغيير أنابيب الصرف الصحي (الواد الحار) والشركة المكلفة بتمرير خيوط الفايبر. ورغم مرور أشهر على انطلاق هذه الأشغال، إلا أن التأخيرات والبطء في إنجاز الأعمال أصبحا يفاقمان الوضع أكثر فأكثر. وللأسف، لا تقتصر هذه المشكلة على تباطؤ الأشغال فقط، بل تمتد إلى غياب التشوير الضروري في العديد من الأماكن، مما يشكل خطرًا على المارة، خصوصًا في ظل غياب إشارات تنبههم للمخاطر أو المسارات البديلة. هذه الوضعية تسببت في معاناة يومية للمواطنين، خصوصًا الأطفال وكبار السن، الذين يجدون صعوبة في التنقل بين الحفر والممرات غير الآمنة.
أما المطلب الثاني الذي رفعه السكان، فيتعلق بحل مشكلة الباعة الجائلين الذين أصبحوا يشكلون ظاهرة متزايدة في وسط الحي. ورغم أنهم يساهمون في تلبية احتياجات المواطنين اليومية من الخضر والفواكه والسمك، إلا أن عشوائية انتشارهم في الأزقة والشوارع أضرت بجمالية الحي وخلقت فوضى مرورية، إضافة إلى تدهور البيئة. سكان حي القدس طالبوا بتوفير مكان مخصص لهؤلاء الباعة وفق معايير صحية وتنظيمية تضمن تلبية احتياجاتهم، مع الحفاظ على النظام العام.
إن مطالب سكان حي القدس الأول تتجاوز فقط تحسين الظروف اليومية، بل هي نداء قوي للجهات المعنية من أجل النظر في أوضاع هذا الحي المهددة بالإقصاء. فبالإضافة إلى المطالب المذكورة، يطالب السكان بتوفير المزيد من المرافق العامة التي تساهم في تحسين جودة حياتهم اليومية، مثل الحدائق للأطفال، والأماكن الرياضية، والتجهيزات الضرورية لتحسين مستوى الحياة.
إن التهميش الذي يعاني منه حي القدس هو مؤشر على تراجع كبير في بعض مناطق مدينة تازة، وهو ما يتطلب تحركًا سريعًا من الجهات المعنية لإعادة الاعتبار لهذه الأحياء. إن الاستجابة السريعة لمطالب السكان ستكون خطوة هامة نحو تعزيز المشاركة المجتمعية والارتقاء بالبنية التحتية، وهو ما يصب في النهاية في مصلحة المدينة وسكانها.
تعليقات الزوار ( 0 )