✍️عزيز أخواض
في صباح يوم الثلاثاء 20 ماي 2025، شهدت جماعة أولاد عبدون بإقليم خريبكة لحظة سياسية فارقة، حين تم انتخاب السيد بوعبيد عرسة، عن حزب الاستقلال، رئيسًا جديدًا للمجلس الجماعي، بإجماع الأعضاء الحاضرين، في جلسة رسمية ترأستها السلطات المحلية في شخص السيد قائد قيادة أولاد عبدون ، علاء أثيران، بمقر الجماعة الترابية، بحضور ممثلي أعوان السلطة المحلية والمنتخبين وفعاليات مدنية وإعلامية.
قيادة متجددة.. ورجل يجمع بين الطيبة والحزم
التحق السيد بوعبيد عرسة برئاسة المجلس الجماعي محملًا برصيد من الاحترام الشخصي والتقدير السياسي، راكمه عبر سنوات من العمل الجاد، والعلاقات الإنسانية المتزنة، والغيرة الصادقة على جماعته. فرغم ما يميزه من تواضع ودماثة خلق، فإن المراقبين يرون فيه رجل المرحلة؛ لما يتوفر عليه من حكمة في التدبير، وبعد نظر في التخطيط، وحس تواصلي راقٍ يفتح الآفاق أمام حوار بناء مع مختلف الفاعلين.
إن انتخاب بوعبيد عرسة، رجل التوافقات الذكية، والطموحات الهادئة، جاء ليعيد الاعتبار لمؤسسة المجلس، ويضخ دماءً جديدة في شرايينها، ويضع التنمية المحلية على السكة الصحيحة، خاصة وأن جماعة أولاد عبدون تُعد من أغنى الجماعات الترابية بإقليم خريبكة، وتنتظرها رهانات تنموية كبرى.
تشكيل أغلبية منسجمة.. رؤية جماعية للتغيير
في خطوة تعكس نضجًا سياسيًا وتغليبًا لمصلحة الساكنة، تم تشكيل أغلبية يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى جانب الرئيس الاستقلالي، في تحالف متوازن يضمن الانسجام في الرؤى وفعالية في التدبير. وقد تم انتخاب النواب الأربعة للرئيس، وهم:
- السيد محمد موئمين: النائب الأول
- السيد رضوان العرشي: النائب الثاني
- السيد محمد حرايشي: النائب الثالث
- السيدة حبيبة المنصوري: النائبة الرابعة
والملاحظ أن هؤلاء النواب، المنتمين لحزب الحمامة، احتُفظ لهم بمناصبهم السابقة، في إشارة إلى رغبة المجلس في الحفاظ على الاستمرارية وتثمين التجارب السابقة، دون التفريط في روح التجديد.
بين الشرعية الديمقراطية والحاجة للفعالية
تأتي هذه الانتخابات التكميلية عقب القرار العاملي رقم 103 بتاريخ 08 ماي 2025، القاضي بمعاينة انقطاع الرئيس السابق عن مزاولة مهامه، واعتباره مقالًا بموجب حكم مشمول بالنفاذ المعجل، وهو ما شكل منعطفًا في مسار الجماعة، وفتح الباب أمام إعادة التأسيس على قواعد الشفافية والنجاعة.
ختامًا: أمل يتجدد على ضوء التغيير
اليوم، تضع ساكنة أولاد عبدون آمالها في رئاسة بوعبيد عرسة، الذي وصفه العديد من أبناء المنطقة بـ”الرجل الطيب، صاحب الكلمة الصادقة والخطى الواثقة”. إنه رجل يؤمن أن السلطة تكليف لا تشريف، وأن خدمة المواطنين هي جوهر العمل السياسي.
إن الانسجام الحاصل داخل المكتب المسير، وتعدد المرجعيات السياسية فيه، قد يكون مفتاحًا لنجاح التجربة الجديدة، شريطة مواصلة الإنصات للمواطن، واستحضار الأولويات التنموية، والتواصل الدائم مع الساكنة، بعيدًا عن الحسابات الضيقة، وبالقرب من نبض المواطن اليومي.
وفي انتظار أولى خطوات المجلس في هذه المرحلة المتبقية من الولاية، يبقى الرهان الأكبر هو تحويل الطموح إلى إنجاز، وتحقيق تحول تنموي يليق بجماعة أولاد عبدون وإمكاناتها الواعدة.
–
تعليقات الزوار ( 0 )