✍️مولاى عزيز أخواض
أسدل الستار بمدينة خريبكة على فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي نُظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من طرف مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني – كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وولاية جهة بني ملال-خنيفرة، وعمالة إقليم خريبكة، و مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط .
وقد شكّل الحفل الختامي، المنظم يوم الأحد 22 يونيو 2025، محطة مفعمة بالدلالات الوطنية والتنموية، حيث شهد تكريم عدد من المؤسسات العمومية، وممثلي السلطات الترابية والأمنية، ومجموعة OCP، إضافة إلى التعاونيات المشاركة من مختلف جهات المملكة. وتخلل الحفل عرض مجموعة من الأشرطة التوثيقية التي وثّقت لمحطات المعرض الأساسية، من ندوات وورشات، وعروض التعاونيات، وتوافد الزوار، إلى جانب عرض الأزياء التقليدية التي أضفت على التظاهرة لمسة ثقافية مغربية أصيلة.
وقد بلغ عدد التعاونيات المشاركة في هذه الدورة 180 تعاونية، مثلت مختلف أقاليم جهة بني ملال-خنيفرة، إلى جانب وفود من جهات وطنية متعددة شملت الداخلة وادي الذهب، العيون الساقية الحمراء، كلميم واد نون، سوس ماسة، درعة تافيلالت، فاس مكناس، الرباط سلا القنيطرة، الجهة الشرقية، طنجة تطوان الحسيمة، ومراكش آسفي، في تعبير قوي عن البعد الوطني الشامل لهذا الحدث التنموي.
كما سجل المعرض توافد أزيد من 120 ألف زائر، واحتضن 180 رواقًا على مساحة بلغت 5000 متر مربع، إلى جانب تنظيم 10 ورشات تكوينية استفاد منها 1550 فردًا من أعضاء التعاونيات، في مجالات مرتبطة بالتسويق، التسيير، الابتكار، والتعبئة. وتم تخصيص رواق خاص بالأطفال استفاد من أنشطته الترفيهية والتعليمية حوالي 3000 طفل، بينما أحيى الفضاء الفني للمعرض 12 فرقة موسيقية فولكلورية، في تناغم بين الاقتصاد الاجتماعي والثقافة الشعبية.
وخلال الحفل، تم رفع برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تلاها رئيس لجنة الفلاحة بمجلس الجهة السيد محمد شوقي ، نيابة عن رئيس المجلس، وأكد من خلالها المشاركون تجندهم الدائم خلف القيادة الملكية الحكيمة، واستعدادهم التام للمساهمة في الجهاد التنموي المبارك الذي يقوده جلالته بشتى ربوع المملكة.
وجاء في البرقية أن هذه الدورة عرفت “نجاحًا كبيرًا وتحقيقًا للنتائج المنتظرة منها، سواء من حيث عدد المشاركات والمشاركين، أو من حيث الرواج الاقتصادي، وما تحقق من غايات تضامنية وإنسانية نبيلة”، كما أبرزت أهمية تنظيمها بمدينة خريبكة “بما يجسده من احترام مبدأ التناوب بين أقاليم الجهة”، مع الإشادة بـ”العطف المولوي السامي والاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني”.
كما عبّرت البرقية عن اعتزاز المشاركين بالرعاية السامية، وعن عزم مجلس جهة بني ملال-خنيفرة على “مواصلة الجهود لدعم المبادرات الهادفة إلى إنعاش القطاع، وجعله آلية لتحقيق التنمية المجالية المنشودة”، انسجامًا مع التوجيهات الملكية والنموذج التنموي الجديد، وفي إطار جعل الاقتصاد التضامني رافعة حقيقية للإدماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
لقد مثلت هذه الدورة فرصة لإبراز الدينامية الجهوية المتقدمة في مجال الاقتصاد الاجتماعي، وتجسيدًا حقيقيًا لالتقائية الجهود بين السلطات العمومية والمنتخبين والمؤسسات الداعمة والمجتمع المدني، في أفق بناء منظومة اقتصادية عادلة ومندمجة، تجعل من الإنسان صلب التنمية وأفقها.
تعليقات الزوار ( 0 )