مولاي عزيز أخواض

يُعد حسن مغيث نموذجًا حيًا لتحول الطاقات الشبابية من الإنجاز الرياضي إلى التأثير الاقتصادي والبيئي، حيث نجح العداء المغربي السابق، المتخصص في سباقات 1500 و5000 متر، في التأسيس لمشروع استثماري عالمي في مجال الطاقات المتجددة انطلاقًا من مدينته خريبكة.

بعد اعتزاله المضمار، انتقل مغيث إلى عالم الأعمال، مؤسسًا شركة “إنرجي فيزيون” للطاقة المتجددة، والتي أصبحت خلال سنوات قليلة فاعلًا عالميًا ينشط في بلدان مثل بلجيكا، ألمانيا، فرنسا، الصين، إيطاليا، والمغرب. ويشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي للشركة، التي يتوسع نشاطها بثبات نحو إفريقيا والشرق الأوسط.

في يناير 2025، مثّل حسن مغيث المغرب، ومدينة خريبكة تحديدًا، في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، ضمن فعاليات مخصصة للطاقة المتجددة والابتكار البيئي. وقد لقيت مشاركته ترحيبًا واسعًا، وتخللتها لقاءات مع عدد من رؤساء الدول الأوروبية، ما يعكس التقدير الدولي المتزايد للكفاءات المغربية الشابة.

شركة “إنرجي فيزيون” لا تكتفي بالحضور الدولي، بل تحرص على ترسيخ جذورها في المغرب، حيث تمتلك فرعًا نشيطًا بمدينة خريبكة، وتسعى لتعزيز علاقتها بالمنطقة من خلال عقد شراكة مرتقبة مع نادي أولمبيك خريبكة لكرة القدم، لرعاية الفريق لمدة ثلاث سنوات، في بادرة تؤكد التزام الشركة بالمسؤولية الاجتماعية والتنمية المحلية.

على مستوى المشاريع الحيوية، تشهد منطقة خريبكة حاليًا انطلاقة أحد أهم مشاريع الطاقة الشمسية في المملكة، إذ صادقت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن) بتاريخ 29 غشت 2024، على إنشاء محطتين للطاقة الشمسية بجماعة أولاد كواوش على مساحة تقارب 242 هكتار. المشروع، الذي سيُموّل بقرض قدره 106 ملايين دولار من مؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة للبنك الدولي، يهدف إلى إنتاج 400 ميجاواط من الطاقة، إلى جانب قدرة تخزينية تقارب 100 ميجاواط-ساعة.

هذا الاستثمار يأتي في سياق الاستراتيجية الوطنية المغربية للطاقة 2030، التي تستهدف بلوغ نسبة 52٪ من الطاقة المتجددة ضمن القدرة الكهربائية الوطنية، وتقلص التبعية للطاقات الأحفورية، في ظل التحديات المناخية المتزايدة.

حسن مغيث، من خلال قيادته لهذه الدينامية، يجسد الدور الجديد الذي يمكن أن يلعبه شباب المدن المغربية في ربط المحلي بالعالمي، والمساهمة في التحول الاقتصادي الأخضر. وهو أيضًا مثال ملهم على أن الرياضة يمكن أن تكون بوابة إلى الريادة، وأن جذور النجاح قد تنبت في ميادين السباق بقدر ما تنمو في قاعات المؤتمرات ومراكز الابتكار.