
مولاي عزيز أخواض
بعد موسم كارثي انتهى بنزول فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم إلى قسم الهواة، عاد النقاش بقوة إلى الساحة المحلية والرياضية حول مصير هذا النادي العريق، وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه المجمع الشريف للفوسفاط (OCP) في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
في خريبكة، لا يُذكر الفريق دون أن يُذكر OCP، المؤسسة التي شكلت لسنوات الرافعة الأساسية لنجاحات النادي، والمظلة التي وفرت له الاستقرار المالي والإداري، بل وكانت نموذجاً في ربط الرياضة بالتنمية المجتمعية، وفي بناء فريق تنافسي يُكوّن الأطر ويرفع اسم المدينة وطنياً وقارياً.
لكن انسحاب المجمع من التسيير المباشر، رغم استمراره في تقديم الدعم المالي، كشف هشاشة الهيكل التنظيمي للنادي، وأدى إلى سنوات من التخبط، وغياب المشروع الرياضي، وتغوّل منطق الولاءات على حساب الكفاءة. فالدعم وحده، مهما كان سخياً، لا يمكن أن يصنع نادياً دون حكامة، ودون رؤية واضحة.
اليوم، وفي ظل الانهيار الكامل الذي شهده الفريق، تعود المطالب الشعبية، وعبرها أسئلة جوهرية تتجاوز مجرد التسيير: هل فعلاً ستعود OCP للإشراف على الفريق؟ وهل ستكون هذه العودة في إطار مؤسساتي مباشر، أم عبر تفويض المهمة لأحد أطرها أو مديريها ذوي الدراية والخبرة الرياضية والإدارية؟

الجواب لا يرتبط فقط بإرادة المؤسسة، بل بمدى استعداد الفاعلين المحليين، من جمهور ومجتمع مدني ومسؤولين، للتفاعل مع مرحلة جديدة بشروط جديدة. مرحلة تؤسس لعقد رياضي جديد، يتجاوز الشعارات، ويُحمّل الجميع مسؤولية النجاح أو الفشل

المطلوب اليوم ليس فقط عودة OCP، بل عودة إلى منطق المشروع: مشروع رياضي اجتماعي واضح الأهداف، مضبوط الآليات، خاضع للمراقبة والمحاسبة، ومنفتح على الشراكات الفعلية، لا الصورية. مشروع يُعيد ثقة الجمهور، ويُعطي المعنى للانتماء، ويُعيد للمؤسسة دورها كرافعة حقيقية للتنمية، وليس فقط كممول.
الكرة الآن في ملعب الجميع. خريبكة لا تحتاج مسكنات ظرفية، بل جرعة شجاعة لإعادة البناء، بأدوات جديدة، وعقليات جديدة. لأن السؤال الحقيقي لم يعد فقط: “هل تعود OCP؟”، بل: “هل نحن مستعدون لعودة مختلفة؟”
تعليقات الزوار ( 0 )