شهد مقر مركز مبادرة خريبكة صباح يوم الخميس 23 أكتوبر 2025 لقاءً تواصليًا مميزًا احتفاءً باليوم العالمي للمرأة القروية، نظمته اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية تحت شعار: “المرأة القروية في صلب اهتماماتنا”.
ويأتي هذا اللقاء في إطار تخليد اليوم العالمي للمرأة القروية الذي يصادف 15 أكتوبر من كل سنة، تأكيدًا على الأدوار الريادية التي تضطلع بها النساء القرويات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفرصة لإبراز أثر برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تمكين المرأة وتحسين ظروف عيشها وتعزيز مشاركتها الفعلية في الحياة العامة.
ترأس اللقاء السيد الكاتب العام لعمالة إقليم خريبكة، إلى جانب باشا المدينة، ورئيس قسم العمل الاجتماعي ، وعدد من رجال السلطة المحلية، ورؤساء المصالح الخارجية، وممثلي الجمعيات والتعاونيات النسائية النشيطة في العالم القروي.
افتتح اللقاء السيد الكاتب العام بكلمة ترحيبية نوّه فيها بجهود اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية في دعم قضايا المرأة القروية باعتبارها فاعلاً محورياً في التنمية المحلية، مؤكداً أن هذه الفئة كانت وما تزال تحظى بعناية خاصة في البرامج التنموية التي تواكب احتياجاتها وتدعم قدراتها الإنتاجية والاجتماعية.
وفي كلمته الرسمية، أكد السيد الكاتب العام أن تخليد اليوم العالمي للمرأة القروية هو لحظة وفاء واعتراف بما تبذله نساء القرى من عطاء في خدمة الأسرة والمجتمع، ومناسبة لتقييم المكتسبات التي تحققت بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من النهوض بأوضاع المرأة القروية أولوية وطنية وركيزة من ركائز التنمية البشرية المستدامة.
واستشهد في هذا السياق بمقتطف من الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الدورة 61 لمؤتمر النساء رئيسات المقاولات العالمية سنة 2013، حيث قال جلالته:
> “وقد برزت هذه الدينامية من خلال تسطير أهداف تصورنا للتنمية المستدامة وتنفيذها عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقناها في العام 2005 والتي نعتبرها مشروع عهدنا. وفي هذا السياق حرصنا على أن تكون المرأة القروية المستفيد الأكبر من برامج هذه المبادرة من أجل تحسين ظروف عيشها. كما أولينا الاهتمام اللازم للرفع من نسبة تمدرس الفتيات في العالم القروي، هذا المجال الذي يعد الهدف الرئيسي لبرامج تطوير البنية التحتية وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل.”
وعرفت فعاليات اللقاء تقديم كبسولة فيديو توثق لمساهمة اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية في دعم المرأة القروية، لاسيما في مجالات التعليم ومحاربة الهدر المدرسي والصحة، وتثمين المشاريع النسائية المدرة للدخل، إلى جانب عرض تجارب ميدانية ناجحة لتعاونيات نسائية استطعن تحقيق الاستقلال الاقتصادي بفضل برامج المبادرة.
كما تميز اللقاء بتدخلات نوعية لرؤساء المصالح الخارجية، سلطت الضوء على مختلف البرامج والمؤسسات الداعمة للمرأة القروية.
فقد تناولت السيدة مديرة المصلحة الإقليمية للاستشارة الفلاحية بخريبكة موضوع “تمكين المرأة القروية: مقاربة التنمية البشرية لتعزيز الإدماج الاقتصادي والاجتماعي”، مبرزةً أن النساء يشكلن ركيزة أساسية في الدورة الفلاحية، وأن مصالحها تعمل على مواكبتهن من خلال التكوين والتأطير والدعم التقني لإطلاق مشاريع فلاحية مبتكرة.
وتطرق المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى “دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تعزيز تعليم المرأة القروية”. وأوضح أن البرامج الموجهة لمحاربة الهدر المدرسي وتعميم النقل والإطعام ودور الطالبة ساهمت بشكل ملموس في تحسين نسب تمدرس الفتيات بالعالم القروي.
أما المدير الجهوي لمكتب تنمية التعاون، فقد ركز على أهمية المقاولة التعاونية كرافعة أساسية للتمكين الاقتصادي للنساء القرويات، مشيداً بنجاحات العديد من التعاونيات النسائية التي تحولت إلى فاعل اقتصادي حقيقي بفضل الدعم المؤسساتي والمواكبة المستمرة.
في حين أبرز المدير الإقليمي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بخريبكة في مداخلته حول “أهمية برامج التشغيل للتمكين الاقتصادي للمرأة في العالم القروي” دور الوكالة في تحفيز المبادرات الذاتية وتسهيل ولوج النساء القرويات إلى سوق الشغل عبر برامج التكوين والمواكبة ودعم ريادة الأعمال النسائية.
وقد تخلل اللقاء نقاش مفتوح بين المشاركين، تم خلاله التأكيد على أهمية تنسيق الجهود بين مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين قصد تعزيز أثر البرامج الموجهة للمرأة القروية وضمان استدامتها.
واختتم اللقاء بتكريم عدد من النساء القرويات اللواتي قدمن نماذج ناجحة في العمل التعاوني والمقاولاتي، قبل أن يُنظم حفل شاي على شرف الحضور، في أجواء طبعتها روح الاعتراف والاحتفاء بعطاء المرأة القروية كقوة فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة بإقليم خريبكة.
