✍️يونس سركوح

 

إن المتتبع لمسار الموكب الكروي للمغاربة من مطار سلا إلى القصر الملكي ،والتغطية المواكبة له من طرف الإعلام الوطني ،يستنتج حقيقة واحدة ووحيدة ،هي أن دار البريهي بقيادة العرايشي لا زالت على حالها كدار لقمان ،فالثقنيات المستعملة في هذه التغطية لا زالت بعيدة كل البعد عما شهده ويشهده العالم والمشهد الإعلامي والصحفي من تطورات في وسائل وأساليب النقل أو التغطية الإعلامية، فدار البريهي أظن انها لا زالت بدائية تعتمد أساليب ووسائل ولوجيستيك يذكرنا بفترة الثمانينات من حيث طريقة وثقنيات التغطية الأفقية، في الوقت الذي أضحت الميكانيزمات الفوتوغرافية ربما تتوفر على البعد الرابع ،بطريقة تتبع حافلات الأسود بتغطيتها كانت طوال الوقت تتبعها بشكل بسيط وعادي دون القدرة على المواكبة والتغطية المباشرة للاعبين أو محاولة اخد صور أو فيديوهات مكبرة لهم وهم في أوج فرحتهم واحتفالهم وهم في طريقهم لاستقبالهم من طرف عاهل الأمة الذي ابى إلا أن يحظنهم بما قدموه للشعب المغربي كرويا ووطنيا واخلاقيا .

 

أن هذا التقصير المهني لا يرجأ اصلا إلى قلة الاعتمادات المالية التي تتوفر عليها الشركة ، فميزانيتها والاعتمادات المخصصة لها جد كبيرة ،تجعلها قادرة على اقتناء كل ما هو جديد في عالم التصوير من الات متطورة أو من درونات من أجل التصوير الأفقي أو من مكبرات الصوت أو من موارد بشرية مؤهلة لمثل هذا الحدث الوطني ، إلا أن هذا لانجده مع مدير دار البريهي السيد العرايشي ،من هنا يظهر لنا جليا ضعف وعدم مهنية هذه التغطية الإعلامية التي لا تعدوا كونها بسيطة لا ترقى إلى مستوى هذا الحدث الرياضي ،أو أن السيد المدير لا يحفل بمثل هذه الإنجازات التي قدمها اسود الأطلس في نسخة قطر الكروية .

 

أما النقطة التانية وتظهر جليا في استوديو التحليل والتعليق حيث أن الحوار المواكب لها لم يكن سوى أسلوب عادي في جرد وإجترار كلما سبق وقيل سابقا في مواقع التواصل الاجتماعي ،دون أي إضافات أو أفكار جديدة تذكر ،وكأنهم يحاولون فقط تأدية أو تغطية حدث صحافي أو إعلامي وجب تغطيته مع غياب مبدأ الوطنية ،أو الإحساس بنقل حدث مغربي فريد يكتب بماء الذهب سيبقى تاريخيا يشهد على هذه الملحمة التي أظهر فيها المغاربة مدى تشبتهم بالوطنية في أبهى حللها ملكا وشعبا ورياضيين ، الم يكن من المنصف إذن تغيير هذه التغطية بنوع من الحزم والمهنية ليست الإعلامية ولكن الوطنية ؟

 

ونحن هنا وأن ناخد الشركة الوطنية ،فإننا لا ننقص من قيمة او من مهنية بعض طاقم الزملاء الإعلاميين في هذا الجسم الصحفي ،بل نكن له واجب الاحترام والتقدير ،ونرفض في نفس الوقت أن تبقى دار البريهي على حالها وهي تستنزف جيوب دافعي الضرائب دون حسيب أو رقيب .