✍️ المصطفى المرجاني
يعتبر الإكتئاب مرض العصر ، إذ انتشر بشكل مذهل ومخيف بين أوساط مختلف الفئات العمرية ومنها المراهقين ، وتعد المراهقة مرحلة التناقضات ، تبرز فيها بعض السلوكيات اللاسوية تصل حد الإضطراب النفسي ، وتبقى البنية السيكولوجية الضعيفة للمراهق فريسة سهلة للظروف المحيطة به ، مما قد تدخله في دوامة الإكتئاب النفسي والذي يؤدي به حتما إلى الإنتحار.
أمس الأربعاء تلقينا خبر وفاة شاب من مواليد 2000 بوضع حد لحياته ، حيث أقدم على الإنتحار شنقا بالقرب من منزل العائلة بمكان مهجور.
هذا الشاب المسمى قيد حياته إدريس البرهومي ، وحسب ما صرح لنا به أحد أقارب الضحية، أنه درس الإبتدائي بمدرسة الفرابي ، ثم إعدادية محمد السادس ، وبعد ذلك انقطع عن الدراسة ، وما كان انقطاعه عن الدراسة إلا حبه الكبير لهواية كرة القدم ، وأثناء ممارسته لهذه اللعبة حصل على عدة ألقاب وجوائز ، حاز على جائزة أحسن هداف أبطال الحي والتي سلمها له آنذاك ولي العهد الأمير مولاي الحسن في دوري الأحياء المنظم من طرف وزارة الشباب الرياضة ببنسليمان ، وفاز الفريق الذي كان ينتمي إليه بالمرتبة الثالثة على الصعيد الوطني.
وككثير من شباب هذا الوطن كان يأمل هذا الشاب بصقل موهبته وكان طموحه الإنضمام إلى أكاديمية محمد السادس بسلا ، لكن لم يتمكن من الولوج إليها، وكان الرفض هو الجواب الذي جاء كصاعقة ألمت به ، لأنه كان يحسن فن هذه اللعبة ، ومنذ ذلك الوقت تحولت حياته إلى جحيم ، وتابع قريب الضحية حديثه بنبرة ينتابها الحزن، بعد ذلك أصبح يتعاطى إلى كل أنواع المخدرات ، هذا الإحساس بالتدمر وخيبة الأمل في عدم قبوله بالأكاديمية ليتمم مشواره الكروي، كل هذه العوامل جعلته يعيش حالة من الإكتئاب الذي أدى به إلى اضطرابات نفسية، أوصلته في النهاية إلى الإنتحار.
إن هذا الشاب فقد شغف الحياة ، ومن تم بدأ يعاني من وجود إضطرابات نفسية دفعته إلى الشعور والرفض التام للحياة ، وأصبح ينظر إلى الموت والتخلص من الحياة على أنه القرار الصائب.
تعليقات الزوار ( 0 )