وكالات 
لقي وزير الداخلية الأوكراني و13 شخصاً آخرين مصرعهم جراء تحطم مروحية قرب روضة أطفال في منطقة كييف، في مأساة “مروعة” وقعت أثناء توجهه إلى خطوط القتال الأمامية في خضم الحرب مع روسيا.

وقال جهاز الطوارئ عبر “تيليغرام” “أصيب مبنى روضة الأطفال، ثم امتد الحريق عبر نوافذ مبنى مكون من 14 طابقاً وإلى ثلاث سيارات”، مضيفاً أن تسعة أشخاص كانوا على متن المروحية، من بينهم الوزير دنيس موناستيرسكي ونائبه.

ووفق أحدث حصيلة للجهاز، لقي 14 شخصاً بينهم طفل حتفهم، ونقل 25 جريحاً في المستشفى بينهم 11 طفلاً.

أظهرت صور لمكان التحطم بقايا المروحية المتفحمة قرب الواجهة السوداء لمبنى سكني ومبنى روضة الأطفال المدمر جزئياً (رويترز)

وأثار الحادث الذي يأتي بعد أربعة أيام من ضربة صاروخية روسية أسفرت عن مقتل 45 شخصاً في دنيبرو شرق أوكرانيا، مشاعر صدمة كبيرة.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مشاركة عبر الفيديو في منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا أنه “لا توجد حوادث في الحرب. هذه كلها من نتائج الحرب”، وجدد الدعوة لتزويد بلاده بدبابات غربية ثقيلة متطورة يقول محللون إنها ضرورية لاختراق الخطوط الدفاعية في شرق أوكرانيا.

وفي إشارة مبطنة إلى ألمانيا التي يدرس زعيمها أولاف شولتز ما إذا كان سيعطي الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد”، أطلق زيلينسكي “دعوة للإسراع” في اتخاذ القرار، وقال زيلينسكي أمام الوفود في دافوس “الوقت الذي يستخدمه العالم الحر في التفكير تستخدمه الدولة الإرهابية للقتل”.

وجاءت كلمة زيلينسكي بعد إعلان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في دافوس أن داعمي أوكرانيا الغربيين سيتعهدون تسليمها أسلحة أثقل وأحدث.

في الأثناء، أفاد نائب وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية كولين كاهل في واشنطن بأن بلاده لم تتوصل بعد إلى قرار بشأن تزويد أوكرانيا بدبابات “أبرامز” الحديثة، لكنه أشار، على رغم ذلك، فإن الباب لم يغلق حتى الآن بشكل كلي أمام أي تحول في المستقبل.

وكان زيلينسكي قد نعى على شبكات التواصل الاجتماعي وزير الداخلية موناستيرسكي ونائبه يفغيني إينين ووزير الدولة للشؤون الداخلية يوريتش لوبكوفيتش، لافتاً أنه أمر بفتح تحقيق في أسباب تحطم المروحية.

وقالت أجهزة الأمن الأوكرانية، إنها تدرس كل الفرضيات، بما في ذلك فرضية “عمل تخريبي متعمد”. وعرضت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر على كييف مساعدتها في التحقيقات.

وأظهرت صور لمكان التحطم بقايا المروحية المتفحمة قرب الواجهة السوداء لمبنى سكني، وتحطم سيارة جزئياً، ومبنى روضة الأطفال المدمر جزئياً فيما عمل عناصر الطوارئ على إزالة أنقاضه.

واعتبر المسؤولون الأوكرانيون، على غرار رئيس الوزراء دينيس شميهال على “تيليغرام”، أن مصرع وزير الداخلية يمثل “خسارة كبيرة”، علماً أن الراحل محام سابق انضم إلى حزب فولوديمير زيلينسكي.

واعتبرت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار التي قالت إنها تعرف الراحل منذ فترة طويلة، أنه يمثل الجيل الجديد من المسؤولين الذين وصلوا إلى السلطة مع تولي زيلينسكي الرئاسة، وقالت إنه “كان أول وزير للداخلية كان يعطي قيمة عليا للإنسان وحقوقه”.

ووجه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال تعازيه للشعب الأوكراني، واصفاً موناستيرسكي بأنه كان “صديقاً كبيراً للاتحاد الأوروبي”.

وقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ومكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وسفارة الولايات المتحدة على وجه الخصوص تعازيهم لأوكرانيا.

وفي واشنطن قال البيت الأبيض، إن الرئيس جو بايدن وزوجته جيل “حزينان على كل من فقدوا هذه المأساة المفجعة”، وأشاد الزوجان الرئاسيان في بيان بالوزير موناستيرسكي “رجل الإصلاح والوطني”، وقالا إنهما “يفكران في مقتل وإصابة عشرات المدنيين”

وواصلت روسيا التي لم تعلق على الحادث، ممارسة ضغوطها سواء على الجبهة الشرقية في أوكرانيا، وكذلك من خلال تصريحات الكرملين أو المتحدثين باسمه.