يعرض الفنان التشكيلي محمد فاكرعلى مدى خمسة أيام من 23 إلى 28 يناير 2023 آخر إبداعاته الفنية بفضاء مسرح محمد الخامس بالرباط ، وقد اختار الفنان إسم ” أسرار الدائرة ” ليطلقه على هذا المعرض الذي يتميز عن غيره بكونه يخوض في عوالم الدائرة وأسرارها الغامضة انطلاقا من آيات الله الكونية وما توصل إليه العلم الحديث ،ليمزج بين العلم والمعرفة وبين الفلسفة وعلوم ماوراء الطبيعة .

وتبرز لوحات الفنان محمد فاكر ايحاءات ومواضيع عن دائرية المخلوقات الكونية كالكواكب والمجرات مع التركيز على الإنسان كأبرز عنصر في الموضوع باعتباره الحلقة الأضعف ،لكن بملكات رهيبة يستمد قوته من عنصر الدائرة التي وضعها الله سبحانه في تكوين بعض أعضائه الحيوية وحواسه كبؤبؤ العين على سبيل المثال .

ويعتبر محمد فاكر الإشتغال على موضوع الدائرة في الفن التشكيلي من أصعب الأنماط الفنية على الإطلاق،بحكم أن الدائرة هي من تفرض على أي فنان طبيعة العمل الإبداعي وليس هو لأن الدائرة تحاصره ،ويجب عليه أن يتمتع بقوة ولياقة فكرية وتقنية عالية كي ينسجم معها لانها تمنعه من ولوجها أو محاداتها وتقيده بقانونها وأحكامها كاختياره للألوان ،لان كل لون بحسب الاستاذ فاكر يشكل في حد ذاته موضوعا يحمل في طياته هموم وتساؤلات وأحلام البشر والشجر والحيوان ،مضيفا أنه يحاول في كل عمل فني أن يتفاعل مع هاته المخلوقات المحيطة به ويتفاعل معها ومع همومها ومعاناتها وكذا أفراحها ويترجمها في لوحاته من خلال أعمال مستوحات من عوالم روحانية أو كواكب ،بالاضافة إلى أعمال مستوحات من الخيال حدثت في الازل أولا يمكن إدراكها .

أما بخصوص توظيف حرف تيفناغ في بعض لوحاته الفنية ،فقد اعتبر الفنان محمد فاكر أن الهوية الأمازيغية متجدرة في مجتمعنا المغربي منذ القدم وأن الحرف الامازيغي يتمتع بنفس القيمة الفنية والدلالة الرمزية التي يحظى بها الحرف العربي إلى جانب باقي الحروف الأخرى كالمسمارية ،والاتينية والكورية والصينية التي عمل جاهذا على فك رموزها من خلال الاقبال على تعلمها ومعرفة دلالاتها لإتقان كتابتها

وتعليقا على اللوحات التي أثت بها الفنان محمد فاكر معرضه، قال هذا الأخير أنها تجسد تيمات مختلفة ،يحددها اللون الذي يبقى المعبر الوحيد عن فحوى وطبيعة كل موضوع يسعى للخوض في ثناياه ،وكذا المحدد الأوحد للحقبة التاريخية أوالموقع الجغرافي لهذا الاخيرمضيفا أنه حاول في بعض أعماله توظيف الحروف لإبراز معالم بعض الحضارات القديمة ،عن طريق الدائرة والالوان بعيدا عن تشكيلها هندسيا مكتفيا بإبرازها بطريقته الفنية التي يحاول من خلالها إيصال رسالته الفنية الروحانية بعيدا عن التشكيل الهندسي الذي يرى أنه من اختصاص فئة أخرى من المبدعين ،لان الدائرة بحسب الفنان محمد فاكرتدخل في علوم كثيرة كالفيزياء والفلك والهندسة بكل أنواعها الرياضية والميكانيكية والتكنلوجيات الحديثة وحتى في فن العمارة وصناعة الأثات والتزين ،ولهذا يقول الاستاذ فاكر أن الدائرة تحمل في طياتها العديد من الأسرارالتي يتم تلا يمكن تحديد معالمها من خلال الكلمات ،بحكم أن عدة فلاسفة وأدباء وشعراء تحدثوا عنها من قبل ولم يحيطو بجميع أسرارها ،وأنه بدوره يحاول أن يدلي بدلوه في هذا الموضوع المتشعب وأن يغوص في أسراره الغامضة والعميقة والتي يعلمها القليل ويجهلها الكثير.