✍️فنيدو محمد
منذ استتقلال البلدين منتصف القرن الماضي, عرففت العلاقات المغربية الجزائرية حالات مد وجزر ,بل وصلت الى القطيعة كما هوالحال الان .
و قد ازدادت الهوة اتساعا, منذ الاعمال الارهابية بمراكش سنة 1994, و غلق الحدود بينهما, ودخول البلدين في سباق محموم على امتلاك احدث الاسلحة على الاطلاق .
وضخ المغرب و الجزائر اموال طائلة في خزانة شركات الاسلحة العالمية ;اذ يتصدران القارة الافريقية من حيث موزانات التسلح و مشتريات الاسلحة …لكن من يؤجج هذا الوضع
طبعا تركت فرنسا نزاعا ترابيا بين البلدين خاصة اراضي الصحراء الشرقية للجزائر مع وعود الاخيرةبالمفاوضات حول وضعها بعد استقلالها,لكن ذاك لم يحصل بل و احتضنت الانفصاليين على اراضيها و دعمتهم بالمال والسلاح الى جانب اقطار اخرى.
من جهتها تركت اسبانيا وضعا مبهما بالصحراء بعد ان تم تحريرها بالمسيرة الخضراء وسط وضع مؤجج مع مسلحي البوليساريو.
الصراع يعود لمواقف البلدين حول من يتزعم شمال افريقيا، من يقود المغرب العربي؟ و كذا دفاع الطرفين عن توجهاتهما المختلفة بين المعسكرين القديمين الغربي بزعامة امريكا, و الشرقي المتمثل في روسيا والصين ,على الرغم من اعتماد المغرب سياسة شمولية تضمن مصالحه اولا .
واذا كانت الجزائر تواكب اسطوانة جبهة البوليساريو و تسوقها ,فالمغرب اختار بناء اقتصاد ونموذج تنموي بالجنوب, و حشد دعم دبلوماسي دولي لموقفه حول نزاع الصحراء المغربية .
و نجد من جانب اخردولا تتلاعب بالمواقف, بل و تستغل الوضع لاطالة امد الصراع و ضمان فجوة بالمنطقة للسطو على مقدرات شعوبها، كالاتحاد الاوروبي و امريكا والصين وروسا ;هذه الكيانات تحرك و تتحكم في تاجيج صراع الاخوة .
من جهتهما فرنسا واسبانيا لم تبذلا مايكفي لضمان سلام عادل و شامل بالمنطقة بل يعاملان كل طرف على حدة و جعل معاناة المحتجزين بالمخيمات تستمر.
ان استخدام لغة المال والسلاح و الاستثمار و الاستغلال لم تنتهي بعد ,و شعوب المنطقة تعاني الازمات تلوى الازمات الى اليوم.
هكذا كان و مازال الوضع في انتظار رؤية متبصرة و تنظيف المحيط البعيد و بناء منطق الاحترام و التعاون المتبادل بين البلدين, مما قد يوفر حلفا سياسي تخشاه اوروبا و عسكري يدافع عن العرب و الافارقة و اقتصادي يقارع الاتحاد الاوروبي, وكذا توفير مليارات الدولارات من خلال انشاء سوق حرة مشتركة بالمنطقة .
تعليقات الزوار ( 0 )