في ظل الأزمة الخانقة التي تعاني منها ساكنة سيدي وساي بسبب نقص البنيات التحتية الأساسية، يطفو على السطح تساؤل محير: هل من الأولوية تنظيم مهرجان سينمائي أو تحسين الظروف المعيشية؟ مهرجان السينما والبيئة، الذي انطلق وسط حماس المنظمين والزوار، يهدف إلى الترويج لمؤهلات المنطقة السياحية والثقافية. ومع ذلك، تظل إشكالية انعدام البنية التحتية تشكل حاجزاً أمام تحقيق هذا الهدف.

بين الفن والسياحة والبنية التحتية: أيهما أولى؟
يتساءل الزوار وسكان سيدي وساي عن جدوى المهرجان في ظل معاناتهم اليومية مع طرق غير معبدة، خدمات صحية متردية، ونقص في المرافق الأساسية. قد يكون المهرجان فرصة لتسليط الضوء على المنطقة وجذب السياح والاستثمارات، لكن هذه الجهود تصطدم بواقع صعب يعيشه السكان، مما يجعل من الصعب تسويق المنطقة بصورة إيجابية.

إن المهرجانات الثقافية والفنية قد تكون أداة فعالة للترويج السياحي، لكن في حالة سيدي وساي، قد يكون تأثيرها محدوداً في ظل غياب البنية التحتية التي تدعم هذه الجهود. كيف يمكن للسائح أن يتمتع بجمال الطبيعة والبحر وسحر السينما، وهو يعاني من انعدام الخدمات الأساسية؟ هذه التساؤلات تلخص الوضع المربك الذي تجد المنطقة نفسها فيه.

كبح جماح السياحة؟
بدلاً من أن تكون هذه الفعاليات وسيلة لجذب السياحة الداخلية والخارجية، وفي نفس الوقت قد تتحول إلى عامل إحباط للسياح المحتملين الذين قد يواجهون تحديات حقيقية عند زيارة المنطقة. البنية التحتية الضعيفة تؤثر بشكل مباشر على تجربة السائح وتحد من إمكانيات النمو السياحي.

الوعود المنتظرة
السكان يأملون أن لا تكون هذه المهرجانات مجرد فعاليات عابرة، بل أن تترافق مع وعود ملموسة لتحسين الخدمات والبنية التحتية. فالترويج الثقافي والسياحي يجب أن يكون متوازناً مع توفير الظروف الملائمة لاستقبال الزوار ولتحسين حياة الساكنة.

في النهاية، تبقى الأولوية لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، حيث لا يمكن فصل السياحة عن البنية التحتية. فهل سيحقق المجلس الجماعي لـسيدي وساي هذه المعادلة المعقدة قريباً؟.