في أجواء مفعمة بالفرح والإبداع، اختتمت النسخة الثانية عشرة من “قافلة الابتسامة للجميع” جولتها المميزة بإقليمي خريبكة والفقيه بن صالح، محققة نجاحًا لافتًا في إدخال البهجة إلى قلوب الأطفال من مختلف الفئات. جاءت هذه المبادرة، التي أطلقتها جمعية “فضاء سكومة لمحترفي التنشيط”، بدعم من المجمع الشريف للفوسفاط (OCP) ومجلس جماعة خريبكة، وبشراكة مع المديريات الإقليمية لقطاعات الشباب والثقافة والتعليم، في إطار الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال، وتحت شعار “الطفولة الرقمية… أساس لمستقبل ذكي”.

انطلقت القافلة في السادس من نوفمبر لتجوب عددًا من المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية والشبابية، في إطار حرصها على الانفتاح على العالم القروي وضمان أن تكون الابتسامة حقًا مشتركًا بين جميع الأطفال، بغض النظر عن بيئتهم أو ظروفهم. البداية كانت من فرعية العين ببئر مزوي، حيث نظمت القافلة بتنسيق مع جمعية الشروق أنشطة تربوية وترفيهية تركت أثرًا عميقًا في قلوب الأطفال. تلتها زيارة إلى مدرسة ابن الهيثم بمدينة خريبكة، التي شهدت تفاعلاً حيويًا من التلاميذ مع برامج القافلة المتميزة.

واصلت القافلة رحلتها إلى فرعية دار الغزال التابعة لمجموعة مدارس معاذ بن جبل بمنطقة المفاسيس، حيث عاش الأطفال لحظات من الفرح مع عروض فنية مبدعة، عكست أهمية هذه المبادرة في دعم الطفولة بالعالم القروي. أما في مركزية أولاد زيان بني وكيل بإقليم الفقيه بن صالح، فقد أقيم الحفل بتنسيق مع جمعية نساء بني وكيل، مضيفًا لمسة تربوية وترفيهية أسعدت الحاضرين وأثرت فيهم إيجابيًا. لم تقتصر أنشطة القافلة على المؤسسات القروية، بل امتدت إلى دار الشباب الفتح بخريبكة، إحدى مراكز الجيل الثالث، حيث لاقت الأنشطة استحسان رواد المركز. المحطة الأخيرة كانت في دار الثقافة أحمد الشرقاوي بأبي الجعد، التي اختتمت فيها القافلة جولتها وسط أجواء احتفالية رائعة.

القافلة لم تقتصر على الأنشطة الترفيهية فحسب، بل تم تنظيم مجموعة من الفقرات الفنية والثقافية التي أضافت طابعًا مميزًا لهذه النسخة. من العروض المسرحية التي قدمتها الفرق الفنية المحلية، إلى الفقرات الغنائية والموسيقية التي ألهبت حماس الأطفال وشاركوها بكل حيوية، تمكَّنت القافلة من تعزيز مهاراتهم وإثراء ثقافتهم في بيئة تربوية وترفيهية متكاملة.

إلى جانب الأنشطة الفنية، تميزت النسخة الثانية عشرة من القافلة بمشاركة حوالي 2000 طفل وطفلة من مختلف المناطق، الذين استفادوا من ورشات تربوية وفنية، ومن خلالها تمكنوا من التعبير عن أنفسهم وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والإبداعية. هذا التفاعل الكبير بين الأطفال والجمهور يعكس الأثر العميق الذي تركته القافلة في القلوب والعقول.

توجه الفنان هشام سكومة، مدير القافلة، بالشكر الجزيل للسلطات المحلية بإقليم خريبكة على دعمهم المستمر، ولمديري وأساتذة المؤسسات التي احتضنت أنشطتنا على تفانيهم في توفير بيئة مثالية للأطفال. وأشار إلى أن نجاح القافلة كان بفضل تفاعل الأطفال وأولياء أمورهم، الذين كانوا صناع الفرح ورواد هذه المبادرة. وأضاف: “أنتم جميعاً صناع الفرح ونجاح هذه القافلة. كل الشكر لكم على جعل هذه اللحظات لا تُنسى.” كما أكد أن ما يميز النسخة الثانية عشرة من القافلة هو الطاقم المبدع والاحترافي الذي كان وراء تنظيم وتنفيذ هذه الأنشطة، والذي أبدع في رسم البهجة على وجوه الأطفال وتحقيق أهداف القافلة السامية. إنهم بحق صناع الفرحة ورواد العمل التطوعي الذي يُلهم الجميع.

ومن المنتظر أن تتوج هذه النسخة بحفل ختامي كبير يُقام في ديسمبر المقبل، يتضمن فقرات فنية مبهرة وتكريمات للجهات الداعمة والشركاء، في لحظة احتفالية تعكس روح القافلة ورسالتها الإنسانية والاجتماعية.

“قافلة الابتسامة للجميع” تظل نموذجًا رائدًا في المبادرات التي تضع الطفولة في صلب اهتماماتها، مؤكدة أن الابتسامة حق للجميع، وأن الفرح رسالة لا تعرف حدودًا.