✍️ عزيز أخواض
تستعد مدينة خريبكة لاحتضان الدورة التاسعة من ملتقى الثقافة العربية، التي ينظمها منتدى الآفاق للثقافة والتنمية، وذلك من 4 إلى 7 غشت 2025، تحت شعار بالغ الرمزية:”ربع قرن من مشاريع التنمية وأوراش التحديث والإشعاع العالمي”،في تزامن مبارك مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الفضية لجلوس صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين.
تظاهرة تتجدد وتثمر هذا الموعد الثقافي، الذي أضحى من أبرز المحطات الإشعاعية في الساحة العربية، يجمع سنويًا ثلّة من السفراء والدبلوماسيين والمفكرين والمثقفين والفنانين من مختلف الدول العربية، في فضاء يزاوج بين الطرح الأكاديمي الجاد والإبداع الفني الحر، والتقارب الإنساني الرفيع.
بصمة خاصة وإدارة شابة ملهمةوراء هذا الإنجاز الثقافي المستمر تقف المهندسة الثقافية ياسمين الحاج، رئيسة المنتدى، التي أبدعت في تحويل فكرة إلى مؤسسة، ومشروع إلى تقليد ثقافي عربي يُحتذى به، رافعةً شعار “الثقافة فعل بناء وتحرير لا مجرد ترف”.
من فلسطين إلى المغرب… ومن الخيمة إلى المنصة في لحظات فارقة من تاريخ الملتقى، كانت الدورة الثانية قد حملت اسم دولة فلسطين، لتؤكد الانتماء المبدئي للملتقى لقضايا الأمة، فيما امتدت الجغرافيا الثقافية للمكرَّمين لتشمل أيقونات الفكر المغربي والعربي.وفاء للأفذاذ… واحتفاء بالخالدين وفي سجل التكريمات الراقية التي طبعَت دورات سابقة من الملتقى، نجد أسماءً تركت بصمتها عميقًا في الذاكرة الثقافية العربية، من بينها:
- الدكتور المهدي المنجرة، رائد الفكر المستقبلي وصاحب الرؤية النقدية الحادة،
- الدكتور محمد عابد الجابري، مهندس مشروع العقل العربي الناقد،
- الدكتور عبد الهادي التازي، المؤرخ والدبلوماسي والأكاديمي الرصين، وغيرهم من القامات الذين تم الاحتفاء بهم في طقس من الوفاء يليق بعطاءاتهم الجليلة.برمجة ثرية وأوراش فكرية مفتوحة. تتضمن الدورة التاسعة:
- ندوات فكرية كبرى تستعرض التحولات التي شهدها المغرب خلال ربع قرن من التنمية،* أمسيات شعرية موسيقية* تلامس وجدان المتلقي،* معارض تشكيلية ولقاءات حوارية بين الأجيال،* و جلسات تكريم تعيد الاعتبار لقامات ثقافية وفكرية مغربية وعربية.رعاية مؤسساتية وشراكات استراتيجية. يحظى هذا الحدث الثقافي بدعم من:وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، المجلس الجماعي لمدينة خريبكة، عمالة الإقليم، المديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة، المجمع الشريف للفوسفاط، مجلس الجهة، الخزانة الوسائطية OCP، المديرية الإقليمية للثقافة والشباب، وجماعة تكلة (أوزود).تصريح خاص: ياسمين الحاج تؤكد على البعد الدبلوماسي والتكامل المعرفي. وفي تصريح خاص للجريدة، أكدت رئيسة الملتقى الأستاذة ياسمين الحاج أن:> ملتقى الثقافة العربية ليس مجرد منصة فكرية، بل جسر ناعم لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والثقافية بين مكونات الأمة العربية، في زمن أصبح فيه الحوار الرفيع ضرورة حضارية. كل دورة تحمل معها عروضا أكاديمية نوعية يقدمها نخبة من السادة الدكاترة والخبراء والمفكرين، ما يجعل من الملتقى لحظة غنية للتلاقي والتكامل بين الفكر والسياسة، بين المعرفة والانتماء.واختتمت تصريحها قائلة:> نؤمن أن الثقافة إذا ما أُحسِن توجيهها، فإنها تصنع تقارب الشعوب وتبني جسور الثقة، ونحن في خريبكة نكتب صفحة من هذا الحلم العربي الجميل.الثقافة كقوة ناعمة… والمغرب كجسر للتلاقي. بهذا النفس العربي والأفق الإنساني، يؤكد ملتقى الثقافة العربية بخريبكة أنه ليس مجرد محطة عرض ثقافي، بل مشروع حضاري متكامل يؤمن بأن بناء الإنسان يبدأ من بناء الوعي، وأن المغرب يشكّل اليوم نموذجًا مشرقًا للانفتاح المتوازن بين الجذور والآفاق.
تعليقات الزوار ( 0 )