✍️عزيز أخواض
نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بخريبكة لقاءًا تواصليًا بمقر عمالة خريبكة تحت شعار “التعاونيات تبني مستقبلاً أفضل للجميع”، بمناسبة اليوم العالمي للتعاونيات. افتتح اللقاء السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم خريبكة بكلمة ترحيبية، حيث أبرز الدور الإيجابي الذي تلعبه التعاونيات في التنمية المندمجة، مشيرًا إلى دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركاء آخرين في تمويل وتتبع ومواكبة التعاونيات الجادة التي تساهم في توفير فرص الشغل.
التعاونيات الفلاحية: قفزة نوعية وآفاق جديدة
أشار المشاركون في اللقاء إلى أن التعاونيات الفلاحية شهدت قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، وأكدوا على أهمية تحقيق تنمية اقتصادية متوازنة كجزء من التنمية الاجتماعية. هذا يتماشى مع الخطاب الملكي السامي الذي شدد فيه جلالة الملك محمد السادس على أهمية بناء اقتصاد جديد قادر على مواكبة العولمة واقتصاد اجتماعي يمزج بين الفعالية الاقتصادية والتضامن الاجتماعي.
مساهمة التعاونيات في النموذج التنموي الجديد
يعد القطاع التعاوني محورياً في النموذج التنموي الجديد، والذي يهدف إلى رفع مساهمة التعاونيات في القيمة المضافة للناتج الداخلي الخام بواقع 8% بحلول عام 2035. تعتمد استراتيجية تطوير التعاونيات على الابتكار والتميز لدفع عجلة الاقتصاد الوطني وتوفير 50,000 منصب شغل سنويًا. تعتبر التعاونيات بديلاً وآلية لتنظيم ودمج القطاع غير المهيكل وخلق فرص عمل للشباب في مجالات متعددة مثل محو الأمية، الفن، السياحة التضامنية، ومعالجة النفايات.
التحديات والإكراهات
تواجه التعاونيات تحديات كبيرة تعوق تطورها. تشمل هذه التحديات محدودية قدرات ومهارات التعاونيات في إدارة المشاريع، ضعف روح المقاولة، قلة المعرفة بممارسات الإنتاج الجيدة، ونقص الابتكار في تسويق المنتجات. تتطلب هذه الإكراهات تكثيف الجهود لتطوير مهارات أعضاء التعاونيات وتحسين كفاءتهم في الإدارة والتسيير.
إنجازات القطاع التعاوني بجهة بني ملال-خنيفرة
تشير الأرقام إلى أن جهة بني ملال-خنيفرة تضم عددًا كبيرًا من التعاونيات المتنوعة التي تساهم بشكل فعّال في الاقتصاد المحلي. بلغ عدد التعاونيات في الجهة حوالي 4,377 تعاونية، تضم نحو 79,038 عضوًا، وتتوزع مجالات عملها من الفلاحة والصناعة التقليدية إلى التجارة والخدمات.
الآفاق المستقبلية والتوصيات
يهدف النموذج التنموي الجديد إلى تعزيز الاقتصاد الاجتماعي عبر دعم التعاونيات وتمكينها من أداء دورها في خلق الثروة وتوفير فرص الشغل. لتحقيق هذا الهدف، يتطلب الأمر توفير برامج تدريبية مستدامة وتطوير نظم دعم مالي وإداري قائم على التميز والابتكار. وأكد المشاركون في اللقاء على أهمية العمل التعاوني بين صغار الفلاحين وصغار المنتجين لتعزيز الإنتاج وتطوير القدرة التسويقية لولوج الأسواق، مما يسهم في تحسين الدخل والأوضاع الاجتماعية للمتعاونين. إن نجاح التعاونيات في تحقيق هذه الأهداف سيساهم بشكل كبير في بناء نسيج اقتصادي متماسك ومستدام.
دور Act4Community في دعم وتكوين التعاونيات
تلعب Act4Community التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط دوراً حيوياً في دعم وتكوين التعاونيات، مما ساهم في تحقيق إنجازات ملموسة في القطاع التعاوني بإقليم خريبكة وجهة بني ملال-خنيفرة.
إحصائيات التعاونيات بجهة بني ملال-خنيفرة
تشير البيانات إلى أن جهة بني ملال-خنيفرة تضم 4,377 تعاونية تضم نحو 79,038 عضواً موزعين على مختلف الأقاليم كالتالي:
خريبكة: 1,195 تعاونية
أزيلال: 1,054 تعاونية
خنيفرة: 734 تعاونية
الفقيه بن صالح: 713 تعاونية
بني ملال: 681 تعاونية
التحديات الكبرى للقطاع التعاوني
رغم التقدم المحرز، لا تزال التعاونيات تواجه تحديات كبيرة تتعلق بضعف القدرات والمهارات في مجالات تطوير المشاريع وإدارتها، نقص المعرفة بممارسات الإنتاج الجيدة، وضعف التسويق، ونقص الابتكار. يتطلب التغلب على هذه التحديات توفير برامج تدريبية وتحفيزية مستمرة.
إنجازات Act4Community في دعم التعاونيات
قامت Act4Community بتنفيذ عدة مشاريع لدعم التعاونيات في مختلف المجالات:
المجال الفلاحي: مواكبة وإرشاد تعاونيتين محليتين في أولاد عزوز و المفاسيس لإنتاج الزعفران. تكوين 20 مستفيدة من 3 تعاونيات محلية في تطوير منتجات محاصيل الأركان وإكليل الجبل.
صناعة النسيج والألبسة: توزيع 135 آلة ومعدات الخياطة على 7 تعاونيات. تنظيم 160 يوماً من المواكبة التقنية و45 يوماً من التدريب في تسيير وإدارة الإنتاج.
الفن والإبداع: دعم المقاولات الفنية والإبداعية من خلال مشاريع مثل “جميعاً من أجل الإبداع والحفاظ على الموروث الثقافي”، مستفيداً منه 45 شاباً وشابة.
الأهداف المستقبلية
يهدف Act4Community إلى:
زيادة عدد التعاونيات النسوية وتحسين أدائها.
تشجيع الابتكار والتميز في مشاريع التعاونيات.
دعم التعاونيات في الحصول على شهادات الجودة من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA).
التوصيات
لمواصلة النجاح وتحقيق المزيد من التقدم، يُوصى بما يلي:
تكثيف برامج التدريب والتكوين لتحسين المهارات الإدارية والفنية.
تعزيز التعاون بين التعاونيات والجهات الحكومية والخاصة.
تطوير استراتيجيات تسويقية فعّالة لزيادة قدرة التعاونيات على الوصول للأسواق المحلية والدولية.
دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
منذ إطلاقها في عام 2005 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لعبت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دوراً رئيسياً في دعم ومواكبة التعاونيات بإقليم خريبكة. كانت الحصيلة مشرفة خلال المرحلة الثالثة، حيث تم دعم ومواكبة 234 تعاونية استفاد منها 1,194 مستفيدًا ومستفيدة، بكلفة استثمارية بلغت 27.5 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحوالي 16.7 مليون درهم، وتم خلق أكثر من 1,000 منصب شغل مباشر وغير مباشر.
من خلال دعم وتكوين التعاونيات، تساهم Act4Community والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة في جهة بني ملال-خنيفرة.
تعليقات الزوار ( 0 )