✍️ حميد الرياني
قد يتبادر إلى ذهن القارئ بمجرد قراءته للعنوان، أن يكون الأمر يتعلق ب “أقلام” يحملها مسؤولون يوقعون بها على اتفاقيات ومعاهدات ومشاريع تكون بمجملها سببا في تشريد عائلات بأكملها، أو تفقير أُسَرٍ أو حتى إعلان حروب أو أمور من هذا القبيل أو ذاك ناتجة عن استخفاف مسؤولين أو تفضيل للمصلحة الذاتية أو خيانة للأمانة المهنية كإقدام طبيب على كتابة وصفات علاجية تكون سببا في إهلاك صحة مرضاه لهذا السبب أو ذاك، لكن الأمر هنا يتعلق بأقلام إعلاميين أو (صحفيين)، يسترزقون بمدادها ويشترون بقِيَمها ثمنا قليلا أو قد يتساءل متسائل لماذا هذا التخصيص، في حين أن ما سبق ذكره هو أشد خطورة من الناحية الشكلية على سلامة الإنسان وبالتالي يكون أشد دموية لحق، فيصير بالضرورة أكثر التصاقا بالعنوان –أقلام الدم- فيكون الأجدر بالتخصيص مما سواه، لكننا إذا تعمقنا في الأمر ونظرنا إليه من زوايا متعددة نجد أن أقلام الإعلاميين و الصحفيين نتحدث (الصحفيين !!) دائما تكون مساهمة أو مشاركة بطريقة أو بأخرى في ظل ما سبق ناهيك عن بعض الأمور التي تختص بها هي بالضبط حيث أن صياغة أي معاهدة أو اتفاقية أو قرار مهما علا شأنهم توازيه بالضرورة تغطية إعلامية من طرف أقلام تجاهد الكلمات والمعاني لإسالة أكبر قدر من العداء في سبيل جلب التأييد وشجب التنديد ويبقى ما يختص به رجال (الصحافة !!) معلّقا بعلامة استفهام من حجم XXL، لعلنا نكون من خلال مقالنا هذا قد ساهمنا في خلخلة مفهوم “أقلام” “الدم” (إن صح التعبير)، ومن ناحية أخرى نُرجئ الموضوع إلى مقال خــاص على أمل التقليل قدر الإمكان من شهوة مصاصي الدماء من الأقلام المأجورة.