✍️ نورالدين سوتوش
بعد انتخابات 2021 التي افرزت نتائج غير متوقعة على الساحة السياسية باشتوكة أيت باها ، نتج عنها تشكيل لمجالس جماعية يحكمها في غالبيتها الحزب الذي نصب على رأس حكومة البلاد الحالية، بعد عراك سياسي محمود بين النخب السياسية المحلية ، التي كان هدفها الجوهري تحصين مكانتها في الخريطة السياسية بالإقليم.
وعقب هذا المخاض الانتخابي الذي شكل هذه المجالس الجماعية، استبشرت الكتلة الناخبة خيراََ من الوجوه الجديدة المنتخبة على رأس هذه الجماعات السهلية و الجبلية، وكان حجم انتظارات المواطن الشتوكي كبيراََ في هذا الاتجاه ، زكته طبيعة الحملات الانتخابية الحامية الوطيس بين الفرقاء السياسيين المتنافسين على رقعة الوغى الانتخابية.
👈حصيلة تنموية صفرية في بعض الجماعات بعد مرور للثلاث السنوات من التدبير الجماعي..
غير أن الآمال سرعان ما تبخرت، وبدت الانتكاسة السياسية في تدبير شؤون أغلب الجماعات تلوح في الأفق، لإعتبارات مرتبطة بغياب للحس التنموي لدى البعض من النخب المسيرة للمجالس، وانتفاء الجرأة لديها في إبداع أفكار جديدة للنهوض بأوضاع الساكنة، أو لأسباب متسقة بتوجه الدولة في تدبير المشاريع المجالية، والمتسم بالتقشف من جهة تتبيث قواعد الاستثمار الداخلي ،ارتباطاََ بالظروف الاقتصادية العامة الغير المريحة ، بعيد خروج البلاد من عنق زجاجة جائحة كورونا.
فحصل ما حصل من شح في تنزيل مجمل المشاريع التي خطتها الأحزاب في برامجها الانتخابية .
👈كيف ستشكل الخريطة السياسية في إقليم اشتوكة أيت باها في الانتخابات المقبلة؟
“الحروب تدور في مجال السياسة، ومشاهدها الأخيرة فقط هي التي تنتقل إلى ميادين القتال” ،هي مقولة لمحمد حسنين هيكل سنسقطها على المشهد السياسي الشتوكي للإستئناس، لعلها تنقشع ضبابية هذا المشهد.
فمجال السياسة عامة لا يؤمن بسكون الأشياء، فهو ميدان لصراع العقول المتحكمة في هندسة الخريطة السياسية، ما يتيح للبوليميك لأن يتأجج مرات ومرات، بين الأطراف المتعاركة سياسياََ وانتخابياََ.
فإقليم اشتوكة أيت باها بصقوره من النخبة السياسية القديمة والجديدة، لن يفوتوا الفرصة من أجل إعادة ترتيب أمورها، تحصيناََ لمواقعها التي تحصلت عليها في هذه الولاية السائرة نحو الافول، وعملاََ على جني مكاسب انتخابية اخرى تتيح لهم إمكانية التحكم في المشهد السياسي بشكل مريح رغم صعوبة تحقيقه في ظل نمط الاقتراع المعقد المعمول به.
👈الترحال السياسي سينتعش من جديد…
في دروة صراع المواقع، تتكشف نوايا الفاعل السياسي، فسيصبح من الطبيعي البدء من الآن في تشكيل تحالفات، وتدشين لعملية استقطاب للرؤوس المؤثرة سياسياََ على المستوى المحلي.
فمهندسون انتخابيون محليون بدؤوا بالفعل في العمل السري لتهيئ المسار نحو الانتخابات المقبلة، وهذا يسجل لهم بحكم درايتهم العميقة بالخريطة السياسية محلياََ، ولهم من الذكاء السياسي في تدبير الانتخابات بشكل محكم.
وسنجد وجوهاََ سياسية أخرى معروفة قد تغير من انتمائها السياسي ولون احزابها، لتحافظ على مكانتها في تدبير الشأن المحلي، أو طمعاََ في الارتقاء وتقلد مناصب ريادية تشفع لها لولوج مراكز القرار الحزبية.
فخلال السنتين المتبقيتين من عمر هذه الولاية السياسية، ستجري مياه كثيرة تحت الجسر، سيزداد منسوبها كلما اقترب موعد الاقتراع، لتبدأ الحرب السياسية عندها ، والغلبة ستكون لمن عمل من الآن، وهيأ وحين معطيات الخريطة السياسية المحلية الماثلة أمامه .
لنختم بكلام قيل في هذا المضمار “إذا خُير أحدكم بين حزبه وضميره، فعليه أن يترك حزبه وأن يتبع ضميره، لأن الإنسان يمكن أن يعيش بلا حزب، لكنه لا يستطيع أن يحيا بلا ضمير.”
حصيلة تنموية صفرية بفعل الكفاءات الهزيلة