✍️ بوبكر المكيل – نشرة

تحتضن مدينة سيدي إفني سنوياً مهرجاناً ثقافياً يعتبر محطة بارزة في تقديم التراث الفني والثقافي للمنطقة. إلا أن هذا المهرجان، الذي يجذب العديد من الصحفيين والمراسلين، أصبح حديث الساعة خلال السنوات الأخيرة، حيث أثار تساؤلات حول مسألة التقييم والتمييز بين الصحفيين الحقيقين وأولئك الذين يستثمرون الفرصة لأغراض شخصية.

تشير بعض الآراء إلى أن المهرجان يتيح لبعض أشباه الصحفيين فرصة الاستفادة من الخدمات المقدمة، مثل الإقامة والوجبات، دون أن يقدموا أي محتوى إعلامي أو تقارير جوهرية. في المقابل، نجد صحفيين آخرين يعملون بجد ويدوّنون المقالات، وينجزون الروبورتاجات القيمة، ومع ذلك لا يتلقون التعويضات المناسبة نظير جهودهم.

إن هذه الظاهرة تثير قلقاً في الوسط الصحفي، حيث يتعزز الإحساس بعدم العدالة بين من يُعتمد عليهم في تقديم المعلومات ومن يستغلون الوضع لتحقيق مكاسب شخصية. لذلك، يُطالب العديد من المهنيين بالتحقيق وتقييم أداء الصحفيين المشاركين في مثل هذه الفعاليات.

من الضروري أن تتدخل الجهات المسؤولة عن تنظيم المهرجانات الثقافية لتطوير آليات تمنع هذه الممارسات. يتوجب أن تُوَضَع معايير واضحة لتقييم عمل الصحفيين، وتوزيع التعويضات بناءً على الجهد والمساهمة الفعلية في تغطية الحدث.

إن الحفاظ على مصداقية المهنة يتطلب من الجميع العمل لضمان أن تتاح الفرصة لمن يستحقها حقاً، وأن يُسهم المهرجان في تعزيز الوعي الفني والثقافي بشكل حقيقي، بدلاً من أن يكون مجرد وسيلة للتمتع بالتسهيلات دون فائدة ملموسة.