عبد الكريم غيلان: كاتب رأي

بباريس عاصمة الانوار ، تعتبر “الباجيت” شكلاً من أشكال الفن ولهذا، يتم في كل عام، اختيار الموهوبين في هذا المجال بعناية فائقة.
بالإضافة إلى روعة رائحته وطعمه الفريد، والطريقة السحرية التي يُخبز بها وقرمشته التي لا تُقاوم، يجب أن يكون طول الباجيت بين 55 و65 سم، ووزنه بين 250 و300 غرام، وألا يحتوي على أكثر من 18 غرامًا من الملح لكل كيلو طحين
في إنجاز فريد من نوعه، توج إبراهيم بن عدي، المالك لمخبزة تانكارفا الواقعة في بوندي ،الشاب المغربي المنحدر من منطقة أيت باعمران، بلقب أفضل خباز “للباجيت” في سين سان دوني بباريس، متفوقاً على نخبة من الخبازين الفرنسيين في مسابقة حظيت باهتمام كبير.
بعد منافسة شرسة شارك فيها عشرات الخبازين، تم اختيار “باجيت” إبراهيم بن عدي الفائز لتميزه بقشرتها المقرمشة وفتاته الهشة ونكهته العريقة. وقد أثنت لجنة التحكيم على مهارة إبراهيم بن عدي وإتقانه لفن صناعة الخبز الفرنسي التقليدي.
يعتبر هذا الفوز تتويجاً لمسيرة حافلة بالتحديات والإنجازات بالنسبة لإبراهيم بن عدي القادم من شموس الاقاصي البعيدة بمنطقة أيت باعمران و الذي هاجر إلى فرنسا في سن مبكرة ليلتحق بوالده العامل هناك. وبعد سنوات من العمل والجهد، تمكن من تحقيق حلمه بأن يصبح خبازاً ماهراً يحظى بتقدير الجميع.
يشكل هذا الإنجاز فخراً كبيراً للمغاربة عموماً ولأهل منطقة أيت باعمران خصوصاً،
و يبعث الفخر في نفوس الجميع ، ويدعو إلى مزيد من التكاتف والعمل من أجل رفع راية الوطن عاليا
وهو دليل كذلك على أن الشباب المغربي قادر على تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات. كما أنه يمثل رسالة أمل لكل المهاجرين الذين يسعون لتحقيق أحلامهم في بلاد المهجر.
إن فوز إبراهيم بن عدي بجائزة أفضل “باجيت” في فرنسا هو لحظة تاريخية نفتخر بها جميعاً، ويثبت للعالم أجمع أن المغاربة قادرون على تحقيق أرقى المراتب في مختلف المجالات.بالطبع بمنطقة أيت باعمران، يمكن اعتبار إبراهيم قدوة للشباب، ورمزاً للإصرار والعزيمة. إنه دليل على أن الإرادة والعزيمة قادرتان على تحويل المستحيل إلى ممكن. وبهذا الإنجاز، يكون إبراهيم بن عدي قد وضع اسم بلدته التابعة لاقليم سيدي افني على خريطة العالم، وجعلنا جميعاً فخورين بانتمائنا إلى هذه الأرض الطيبة. تهانينا لإبراهيم بن عدي على هذا الإنجاز الاستثنائي، ونتمنى له كل التوفيق في مسيرته المهنية.