✍️ المصطفى المرجاني

صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرك الله وأيدك وأطال الله في عمرك ، إن عمال و عاملات الإنعاش الوطني ببنسليمان يستغيثون بمقامكم العالي بالله ويطلبون من جلالتكم إنصافهم ،
أدامكم الله دخرا وملاذا للمظلومين والمقهورين .
بعد تعيين عامل إقليم بنسليمان السيد الحسن بوكوتة ، وفي إطار الإستراتيجية التي سطرها للإشتغال بهذا الإقليم ، كان من بين أولوياته ملف الإنعاش الوطني وعند إنتشار خبر إستدعائه لجميع أطياف هذا القطاع ، إستبشروا خيرا وكانت سابقة في تاريخ مدينة بنسليمان هذه الإلتفاتة ، كل الإنعاشيين باتوا يحلمون أن هذا الإستدعاء سيكون من ورائه الخير خصوصا أن ماسمعهوه على هذا العامل الجديد أنه جاد في عمله ويريد الإصلاح ، خصوصا أن ملف الإنعاش الوطني يعرف خروقات كثيرة وكبيرة لاحصرة لها .
في صباح يوم الإثنين 02/06/2025 ، إنتقل كل الإنعاشيين الذين يشتغلون بالمصالح الخارجية كالصحة والتعاون الوطني… لعمالة بنسليمان للقاء العامل ومعرفة جدوى هذا اللقاء ، ظنا منهم أن مفاتيح الخير ستأتي ، لأنها كانت سابقة في تاريخ المدينة .
إجتمع الحشد من كل الإدارات في مشهد بائس ، خصوصا عندما تطلق النظر إلى وجوه النساء اللواتي أكل القهر والفقر من جمال وجوههن ، يتبادلن النظرات عن سر هذا الإستدعاء وعندما تريد أن تلقي نظرة في وجوه الرجال ، ينتابك حزن عميق ، نظرات بعيون شاحبة كلها يأس ودمار ، وبعد طول إنتظار جاء الخبر اليقين : في حين كانوا يتمنون لقاء العامل خصوصا أنه قرر إستدعائهم ظنا منهم أن الإلتفاتة ستأتي بالفرج على هذا الوافد الجديد وسيكون فأل خير على هذه الفئة المهمشة والمنكوبة ، كما قلت سالفا الخبر اليقين هو الإلتحاق بباشوية بنسليمان ،

بدأت رحلة أخرى من المعاناة وخيبة أمل تتسلل إلى معظم الجموع ، من مقر العمالة إلى الباشوية ، ترى خط متصل لهؤلاء البؤساء الذي كان قدرهم هو الإخلاص في العمل وحب هذا الوطن دون التملق أو إعطاء الرشوة من أجل تسوية وضعيتهم ، بما أن جيوب هذه الفئة دائما فارغة بحكم الأجر الزهيد الذي لايكفي المصاريف اليومية لمراهق في الدراسة ، قطعوا هذه المسافة مشيا على الأقدام ، عند وصولهم إلى مقر باشوية بنسليمان ، كانت المفاجئة بل الصدمة ، كان في إنتظارهم أعوان السلطة ورجال القوات المساعدة من أجل أخذ بطاقاتهم الوطنية وتسجيلهم في لوائح في منظر مشين ومهين زاد من معاناتهم التي إستمرت سنين طوال ومازال المشهد المأساوي ينسج خيوطه بدم وعرق عمال الإنعاش الوطني ، في مكتب باشا المدينة بمعية قواد المقاطعات الحضرية ، وفي مشهد يعبر على أن هذه الفئة من المجتمع المغربي لاعلاقة لها بحقوق الإنسان لامن قريب ولا من بعيد ، بعد طول إنتظار
تم إستقبال عمال الإنعاش الوطني من طرف قواد المقاطعات ، هنا كانت خيبة الأمل التي تفاجأ بها الجميع وأن هذه الإلتفاتة ماهي إلا مزيد من مسلسل القهر والدونية والإقصاء ، نساء ورجال قضوا سنين طوال في خدمة هذا الوطن علما أن بينهم من لهم شهادات عليا ، وبعد عمر طويل جاءت مكافئتهم من طرف السيد العامل الجديد ، كل واحد منكم سيلتحق بمقاطعة وبدل تفانيكم بالإدارة التي كنتم تشتغلون بها اليوم ستخرجون إلى الشارع للنظافة والبستنة ، نحن لاعلاقة لنا لا بالسن ولا بإنضباطكم في العمل ، سيدي مولاي صاحب الجلالة كيف يعقل أن إمرأة تجاوزت سن الستين أو أكثر ويطلب منها القائد أن تذهب إلى الشارع من أجل النظافة في ضرب صارخ لا إلى الأعراف ولا إلى القوانين والمواثيق التي تنص على إحترام كرامة المرأة والتي تعهد بها المغرب والذي ينص عليها الدستور .
الغريب أن الحكومة المغربية تلزم القطاع الخاص بتسوية وضعية العمال والعاملات وإحترام الحد الأدنى للأجور ، في حين أن هذه الحكومة نفسها تخرق هذا القانون ولاتلتزم بنصوص قانون الشغل.
صاحب الجلالة والمهابة مولاي محمد السادس حفظكم الله من كل شرور الدنيا إن هذه الفئة من المجتمع المغربي تعرف التهميش والإقصاء ، مما يجعلها وصمة عار في جبين الحكومة المغربية ، وضرب صارخ لتعليماتكم السامية التي تليها إهتمام للفئات المتضررة والهشة ، إنه من غير المعقول أن تعرف هذه الفئة هذا التجاهل من طرف حكومات إستغلت ورقة الإنعاش الوطني في الإنتخابات من أجل الوصول إلى أهدافها الخبيثة ، في حين ملك البلاد نصره الله أعطى إشارات قوية للإهتمام بها ولكن لاحياة لمن تنادي .
إن عاملات وعمال الإنعاش الوطني يطلبون من جلالتكم إنصافهم ، فأنتم ياصاحب الجلالة والمهابة ملاذهم الوحيد وأنتم أمل المظلومين ، كما تؤكدون في خطاباتكم السامية على الإهتمام بمشاكل رعاياكم من طرف مسؤولي الحكومات المتعاقبة على المملكة المغربية ، وأن همكم الكبير هو تحقيق العدالة والتنمية في بلدنا الحبيب .
كما أن جلالتكم أخذتم المبادرة في تسوية وضعية عاملات و عمال الإنعاش الوطني بالقصر الملكي ، وتفضلتم بها لفئة من رعاياكم في إطار تحسين وضعيتهم الإجتماعية ، وهي كانت إشارة قوية للمسؤولين ٱنذاك من أجل أخذ المبادرة وإتباع نهجكم القويم في تسوية وضعية هذه الفئة من المجتمع ، لكن المسؤول الحكومي كان له رأي ٱخر ، لأن إهتماماتهم لاتصب في مصلحة الشعب بقدر ما تصب في مصالحهم ومصالح أبنائهم وذويهم .
دمتم في رعاية الرحمن وأبقاكم الله دخرا وملاذا لهذا الشعب الوفي لكم .