✍️نورالدين سوتوش
من المعروف ان التواصل هو باروميتر أو مقياس تفاعل الناس مع بعضهم البعض.
فعلى مستوي الفردي، يشمل التواصل الاجتماعي نوعية وعدد العلاقات التي تربط الفرد بالآخرين في الدائرة الإجتماعية.
أما التواصل المؤسساتي فهو عبارة عن وظيفة إدارية توفر إطاراََ للتنسيق المتكامل والفعال لعدة أوجه الاتصالات الداخلية والخارجية، من أجل توطيد العلاقة التفاعلية بين المؤسسة والجمهور.
وانطلاقاََ من هذا المدخل، يمكن تشريح بنية الفعل التواصلي على مستوى جماعة إنشادن التي اخذناها نمودجاََ قريباََ للدراسة، وتقييم نجاعتها انطلاقاََ من المعطيات الميدانية المتوفرة.
فأولاََ،المسؤول بجماعة إنشادن يفتقر إلى تلك القوة التواصلية والمتجلية في عدة أوجه والاقطاب، مع انعدام لهياكل الإتصال الداخلية الفعالة ،التي تسهل عملية تبادل المعلومات حول المهمة والرؤية والهدف الرئيسي من عمل الجماعة الترابية.
ثانياََ،غياب للمعرفة المسبقة لأداء المؤسسة الجماعية من حيث إقناع المواطن ببرنامجها قصد انشاء صورة ايجابية، من خلال إعداد التقارير والرسائل التي تخص الجانب التدبيري بشكل عام، والتعريف بالانشطة المستقبلية.
ثالثاََ، يمكن رصد لغياب التماسك والتعاون بين مكونات الاغلبية للمجلس المسير للجماعة ،وفشلها في تأسيس لبيئة عمل صحية، التي تضمن تحقيق الأهداف المشتركة .
رابعاََ،غياب لألية التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، من خلال توفير المعلومة المفترضة.
فالمسؤول والمسير الجماعي بجماعة إنشادن يعيش في الزمن العتيق من حيث التواصل المؤسساتي، يخجل من الخروج من دائرة الانكماش الذاتية إلى منطقة الضوء والتفاعل مع المواطن والمؤسسات وباقي الشركاء الاجتماعيين.
المعطى الذي يجعل هامش الثقة تتقلص بينه وبين اولئك الذين وضعوا فيه تلك الثقة وصَوتوا عليه في العملية الانتخابية.
فأيها المسؤول والمسير الجماعي ،سكوتك وسكونك لن ينفعانك في شئ ،إنما سيمسان بسمعتك ودورك كمنتخب يعجز عن البوح والكلام في الشؤون العامة.
أيها المسؤول والمسير الجماعي ، الهروب من المسؤولية التواصلية يعد انتحاراََ سياسياََ بحبل مشنقة تلفه بيدك حول عنقك، فأصبحت الجلاد والضحية من صنيعك.
أيها المسؤول والمسير الجماعي، عليك أن تعي أن التواصل الفعال يعد عنصراََ اساسياََ في صناعة النجاح وتحقيق الأهداف، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة، بوصفه مهارة ضرورية لتحقيق التقارب والتفاهم والحوار مع الآخرين، ولاسيما بالنسبة للعمل السياسي ،والذي تعد مهارة التواصل من أهم الميزات الاساسية و الضرورية للفاعل السياسي ،كشخص أو مؤسسة، كونها حلقة وصل لا غنى عنها.
تعليقات الزوار ( 0 )