” الشيطان ” يستغل عروسة الأطلس.

 

 رضوان ادليمي – الرباط

 

يعد الفقر والحاجة في”عروسة الاطلس” خنيفرة دافعاً للولوج لعالم البغاء لعدد من الفتيات خصوصا اللواتي لا يجدن عمل، فبمجرد دخول المدينة من الجهة الشرقية من “مريرت الى خنيفرة ” تصادف مستشفى 20 غشت التي باتت جوانبه مرتع خصبا للسكر العلني. وانت تتوغل بين أحياء المدينة تصادف فتيات يتجولن سيراً على الأقدام في بعض الاحياء والازقة كمثال على ذلك لا الحصر (بوفولسن -وأمالو نيغريبن… )وهي كلمة أمازيغية تعني “ظل الغرباء” مروراً بمركز المدينة وصولا الى حي طارق حيث يبحثن عن ما يجني لهن مالاً من مهنة عمرها من عمر التاريخ ولكنهن أرغمن عليها خصوصاً في هذه المرحلة التي أجبرت كثير من هؤلاء فتيات في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الساكنة وغياب فرص للعمل، أصبحن يجدن ظلتهن عن طريق إستجار سيارات نقل البضائع “الهوندا” التي تحولت إلى بيوت دعارة «متنقلة». للإستغلال الجنسي والمعروفة في اوساط الشعبية الخنيفرية “شيظان ” هذه الاخيرة التي تتنقل في شوارع وازقة عروسة الاطلس مقابل مبلغ مالي لكل جولة أو لكل زبون .

 

هذا وعاينت” نشرة” هذه المشاهد التي اصبحت تشوه طرقات وشوارع خنيفرة أبطالها فئة منحرفة استغلت خبرتها خلال سنوات عملها بالمدينة والعلاقة بالعاملات فى عالم الدعارة لتكوين شبكة خاصة بهم، مهمتها توفير راغب المتعة لكل فتاة مقابل الحصول على نسبة من المقابل المادي. ويصر أغلبهم ممن يرابطون امام حانات وملاهي المدينة الى تحويل سيارات نقل البضائع الى غرف مفروشة لإشباع غرائز الزبناء الحيوانية او بالأحرى لحي”بوسيبير” هو اسم حي خصصته سلطات الاستعمار الفرنسي للدعارة في مدينة الدار البيضاء .فحتى الحملات التي تشنها مصالح الأمنية بين الفينة والأخرى قادرة على وضع حد للظاهرة في ظل تفاقم الفقر والتهميش.

يشار ان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع خنيفرة والتنسيقية المحلية لمحاربة الفساد أصدرتا سنة 2013 تقريرا تحدث فيه عن عودة انتشار دور الدعارة بالمدينة إنتشار النار في الهشيم ، وذلك بعد وقوفهم على صور لبائعات الهوى يعرضن أجسادهن في واضحة النهار .تحركت السلطات، وشنت حملة واسعة على أوكار الدعارة، أسفرت عن هجرة جماعية لبائعات الهوى إلى مناطق قريبة ” عين اللوح- تيغسالين – أزرو- بومية…” لكن سرعان ما شهدت المدينة نوعا آخر من أنواع الدعارة المسكوت عنها.

 

ولمعرفة أسباب هذا الخلل الاجتماعي تواصلنا مع الأستاذة ” قمر بنخالق” الخبيرة في التنمية الداتية والإستشارية الأسرية. حول أسباب وجود الظاهرة؟و دوافع استمرارها؟ وهل نحن أمام نوع جديد من الدعارة؟


الاستاذة في مداخلتها إعتبرت أن مهنة الدعارة نشاط خفي موجود منذ الأزل وله أسباب عديدة منها الفقر والهشاشة وكذلك تفشي ظاهرة البطالة في صفوف الشابات اللوتي أصبح الجسد هو المعيل الأول لهم ولأسرهم، وقالت المتحدثة أن تزايد هذه الظاهرة اصبح مرتبط بإرتفاع الأسعار وغلاء المعيشة الأمر الذي يدفع هؤلاء النساء إلى العمل في مجال الجنس بطرق مختلفة، سواء كان ذلك في الشارع أو في اوكار دعارة. واضافت ان استعمال وسائل نقل البضائع او يعرف ب ” الهوندا” لممارسة الزنا يعد ظاهرة جديدة تعرض حياة النساء للخطر ولها عواقب وخيمة على المجتمع كإنتشار العنف والاستغلال.

 

  • A
  • A
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

شاهد الزوار ايضا

بنسليمان إقصاء وتهميش في ظل مجلس معاق.

15 مايو 2025

التشويه والافتراء في خريبكة: صرخة عاجلة لسيادة القانون وإعادة الاعتبار للمؤسسات.

8 مايو 2025

إغلاسن يكتب: الصحافة الوطنية بين التحديات وآمال الإصلاح

4 مايو 2025

عادل بركات وموقع الفوسفاط بخريبكة… عندما يُختزل التنسيق المؤسساتي في مكالمة هاتفية!

2 مايو 2025

جولة أبريل 2025 من الحوار الاجتماعي محطة حاسمة في تعزيز المكاسب الاجتماعية وبناء رؤية مشتركة

30 أبريل 2025

بنسليمان : تحرير الملك العام بين تطبيق القانون والمحسوبية !!؟

23 أبريل 2025

النظام التعليمي بالمغرب إلى أين !!؟.

23 أبريل 2025
error: Content is protected !!