✍️ المصطفى المرجاني

لست أدري من أين أبدأ ،  وبماذا أعنون مقالتي ،  لأن لمقالتي حكاية يغشاها الألم والحسرة ،  في حكايتي هاته لمدينتي التي حرمت من إسمها الحقيقي  ” المدينة الخضراء” ، في ظل هذا الحرمان  أصبحت مدينتي  تصارع التهميش والإقصاء.
في الأجواء القاتمة للحياة اليومية لمدينتي يبرز الفقر والبطالة ، مدينتي تشبه فتاة عاشت حياة بائسة منذ أن فتحت عيناها على الدنيا ، وأطلقوا عليها إسم ” المدينة الخضراء”.
غريب أمر مدينتي ،  إنها تتألم في صمت على مر السنين   منذ أن أصبحت عمالة سنة 1977
تاريخ ارتقاء بنسليمان إلى مستوى إقليم ،  حيث تعاقب عليها مجموعة من المسؤولين من أصحاب القرار ، ولا أحد منهم إنتبه إلى التقصير الذي طال  مدينتي التي تتوفر على إمكانيات تؤهلها  كواجهة سياحية بحكم الكم الهائل من الموارد الطبيعية ، من خلال خلق منتوج سياحي يرجع بالنفع للساكنة والإقليم ، وإمتلاكها شريط غابوي مهم ، زد على ذلك  موقعها الإستراتيجي بين العاصمة الإقتصادية مدينة الدار البيضاء التي تبعد عن مدينتي بحوالي 55 كلم و العاصمة الإدارية الرباط التي تبعد هي
الأخرى  ب 62 كلم ، وبحكم هذا الموقع حكم على مدينتي أن تكون عبارة عن جهاز التنفس ( أوكسيجين) ومنتجع للراحة والإستجمام لطبقة معينة تستفيد من
الهواء النقي والهدوء الذي يعم المدينة.
معاناة مدينتي لاحصر لها ،  لكن قررت أن تنتفض لكي تقهر الخوف الذي بداخلها ،  والبوح بكل شيء ، وبكل صراحة صادمة ، معلنة الحرب على المؤامرات والدسائس والمكائد التي تنسج في الخفاء لإبقائها على هذا الحال ، لتجد لنفسها هوية تتبث وجودها بين المدن والأقاليم أهي من المدن الفلاحية أم الصناعية أم السياحية ، في غياب مسعى حقيقي للمسؤولين لتحديد هوية مدينتي
السؤال الذي يطرح نفسه بحدة : من المسؤول عن تدهور الوضع في مدينة تتوفر على موقع استراتيجي بين العاصمة الإقتصادية والإدارية ، وكذلك قربها من مدينة المحمدية الصناعية ،  مدينة تمتد على
مساحة 2400 كلم مربع  ، يشكل الغلاف الغابوي ربع  مساحتها ب ( 56.988هكتار) بنسبة 23.7٪
أما بخصوص المساحات المخصصة للزراعة تقدر ب (.  133.920 هكتار) بنسبة 55.8٪
إن المتتبع للشأن المحلي لهذه المدينة البائسة ، يقف حائرا أمام تصنيفها أهي مدينة حضرية ، أم قرية حضرية!!؟.