✍️نورالدين سوتوش

تعرف السويد في اليومين الأخيرين حملة قذرة يقودها متطرفون يمينيون ،دفعهم حنقهم من الاسلام والمسلمين إلى حرق كتاب الله القرآن الكريم علانية، في شوارع هذا البلد الذي يعتنق غالبية سكانه دين الالحاد.

هذا الحدث لا يمكنه ان يمر دون معرفة الدواعي والخلفيات الكامنة وراء هذا الفعل الشنيع.

إن النظام العالمي الجديد، ومنذ بداية جائحة كورونا ، بدأت ملامحه تتجلى، و مناهضة الدين الإسلامي ورموزه، يعد من بين اولوياته لتثبيت قدميه .

والاسلام دين الحق، والقرآن الكريم كلام الله الذي يحمل كل عوالم اليقين، فمن البديهي أن تتحد كل قوى الشر والظلام لاطفاء نوره، رغم أن مراميهم بعيدة المنال، فالله عز وجل يقول في هذا الباب “نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ” صدق مولانا العظيم.

حرق القرآن الكريم ليست ظاهرة وليدة اليوم، بل عادة متطرفة تقودها أطراف غربية يمينية، لها عقيدة أو ايديلوجية غارقة في الكراهية والاسلاموفوبية.

وبدأ هذا الجدل حول حرق القرآن الكريم في فلوريدا عام 2010، بعد أن اعلن القس تيري جونز عن نيته حرق القرآن في كنيسة حمامة التواصل مع العالم، في غاينيسفيل، فلوريدا، الولايات المتحدة، حيث يعتزم حرق نسخ من القرآن في الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر 2001، والذي وصفه ب «اليوم الدولي لحرق القرآن».

كما اعتبر هذا الحدث من قبل البعض، مخطط له سلفا من قبل السياسيين والجماعات الدينية، قبل أن يعلن جونز في نهاية المطاف أنه تراجع عن نيته حرق القران، وأعلن عزمه على التوجه إلى نيويورك للاجتماع مع الإمام من بيت قرطبة، فيصل عبد الرؤوف.وقال فيما بعد لقائه به علق، ولم يلغى.

فماذا نحن فاعلون كمسلمين وكمعتنقين لدين الاسلام امام هذه التصرفات المتطرفة؟

الادانة التي عبرت عنها العديد من البلدان المسلمة اليوم تبقى واجبة عليها، والمساعي المستقبلية للحد من الغلو الديني والعقدي، الذي يمس في العمق الإسلام ورموزه، تفرض على كل مكونات المجتمع المسلم إلى إعادة الأمور إلى نصابها، و ترسيخ القيم الحقيقية التي جاءت في القرآن الكريم على أرض الواقع، بعيداََ عن الغلو و التطرف.

والاسلام باق، لن يستطيع أحد ان يكبح مسيره، والانتشار في كل بقاع المعمور. فقد توقعت دراسة أعدها مركز أبحاث في الولايات المتحدة الأميركية سنة 2015، تزايد عدد المسلمين في العالم بشكل أسرع من أتباع الديانات الأخرى، ليقارب عددهم بحلول عام 2050 عدد المسيحيين في العالم، والذي يعادل 2.17 مليار مسيحي.