✍️ نورالدين سوتوش

نتوفر على العديد من الاحصائيات المهمة للغاية والخاصة بجماعة إنشادن. وكوني ابن المنطقة لن اذخر جهداََ للتحدث عن هذه الجماعة التي تجذر سكونها السلبي ،وسقطت في الخمول رغم توفرها على مؤهلات طبيعية و بشرية مهمة ..

فلننطلق اذن..!!!

فلنعلم أن عدد الطلبة الحاصلين على شهادة الماستر او الدكتوراه في جماعة إنشادن لوحدها، يبلغ 54 تلميذا ، بقياس 0,23 لكل مائة . الذكور بمجموع 47  طالب ، بنسبة 0,4 في المائة . بعكس مجموع الاناث 7 طالبة ، بمقدار 0,06 نسبة  مئوية .

فيمكن بهذه النسبة والتعداد من النخبة المثقفة المحلية أن نجعل من هذه الجماعة جنة من الأفكار والابداع، وقوة اقتراحية ستزلزل أركان هذا البطء التنموي، وستزيل البؤس الذي خلفته عقليات تسييرية متحجرة سابقاََ، المستمرة اليوم بوجه آخر ، رغم كل محاولات التغيير التي كنا ننادي بها وينادي بها الكثيرون من من سبقونا.

فلماذا اذن لم نرى في معترك التسيير والتدبير المحلي مساهمات هذه النخبة المثقفة؟

ربما ولأول مرة سنتحدث عن موضوع البيئة المحيطة وتأثيرها على الحركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية كذلك.

وإذا معنا التفكير في هذه البيئة سنجد ان الفعل السياسي عقد بحبال القبلية والشخصنة ، وكل مبادرة اجتماعية اوسياسية خارج الصندوق، بصرف النظر عن من يقودها، سيكون مصيرها الفشل.

لذلك فمن الطبيعي جداََ أن يحصل هذا النفور المستفز لنخبنا المثقفة من مسألة المشاركة والتدبير أو إنتاج الأفكار و البدائل لمختلف الأشكالات التنموية على المستوى المحلي.

فإذا لوثت البيئة الاجتماعية بتقاليد ثقافية تتنفس العدمية، وتقابل كل مبادرات التغيير بالكثير من الممانعة، سيقودنا بالطبع إلى شلل فكري قبل أن يكون تنموياََ، وتجعل النكوص المدمر، يستمر في الوجود رغم تعاقب الأجيال، إن لم نبادر برمي حجرة الانعثاق في بركة الوضع والحال الآسنة .

فلابد أن نعلم بدور المثقف في خلق الديناميكية المجتمعية المنتظرة في جميع مناحي الحياة، سواء أن كانت اجتماعية او ثقافية أو سياسية.

فإذا لم يبادر هذا العنصر “النخبوي” بالمشاركة في عملية التغيير والتنمية،فسنكون مجبرين على تجرع ذات الأشكالات و العوائق ، ويبقى الوضع ذاته متجبراََ ومتغولاََ.

فالأعطاب التنموية بمختلف أشكالها ظاهرة بجماعة إنشادن ، وكل اساسات و مقادير نجاحها متوفرة كذلك.

ورغم أن الجغرافيا لم تخذلنا كذلك ،بشواطئها الاطلسية الممتدة، والتي لم نحسن استغلالها، وسهولها الخصبة التي تستغلها العديد من الشركات الفلاحية.

كلها أمور تستدعي منا ان نبادر، وأن لا نركن إلى الوراء كشاهدي عيان، فلنا من الأسلحة الكافية للإنتصار على التخلف القائم بجماعتنا.

وهنا استحضر قصة دايل كارينجي الذي قال:” كنت مرة في مكتب صديق لي يشغل منصب مدير لإحدى شركات الطيران الكبيرة. وكان مكتبه يطل على المطار.. واسترعى انتباهي منظر الطائرات وهي تحلق في الجو الواحدة بعد الأخرى في يسر وسرعة.. فقلت لصديقي: أليس عجيباً أن يقهر الإنسان الهواء ويسخره لخدمته؟

فقال لي على الفور:

من قال لك أنه قهره وسخره.. إنه لم يقهره ولن يقهره..

فنظرت إليه في دهشة وهو يتابع كلامه:

إن محاولة المرء قهر الهواء هي التي أعاقته عن الطيران منذ مئات السنين. إن القوانين الطبيعية التي تسير الطائرات بموجبها هي بعينها اليوم كما كانت منذ أيام “ليوناردي فنشي”  فنحن لم نغيرها، ولكننا كيّفنا أنفسنا لنتمشى معها.. فكل طائرة تصنع الآن وفقاّ لهذه القوانين. وكلما أدركنا حقيقة هذه القوانين وكشفنا عما تنطوي عليه، تقدمنا في مضمار الطيران.”

فالتغيير ممكن اذا قرن بإشراك كل الفاعلين من النخبة المثقفة، ولا يمكن أن نصل إلى مبتغانا البديل دون تجرع نسبة من الصعوبة حتى يتحقق.