العلاقات العربية عربية بين الاصطفاف و التفرقة

✍️فنيدو محمد

اذا اعتبرنا ان الماضي بالعالم العربي كان جد صعب ومربك لعدة اسباب ،فان المستقبل يبدو اكثر اشراقا ويحمل امالا كبيرة للشعوب العربية وبعد الحكام المحنكين.

وتعد الفترة الراهنة مفصلية بين رغبة التخلي عن الحكامة الممزوجة بالديكتاتورية و تبني الثقة التامة في الشعوب لنيل الازدهار و الاستقرار المنشود ،وما يحدث الان من تباعد الرؤى و ركاكة التدبير و الفساد المستشري في دواليب الحكومات و المؤسسات العربية وجب مواجهته بحزم القانون.

ان الاصلاح الشامل للمرافق التدبيرية بالدول العربية تحت سلطة القانون ليعد امرا ملحا عوض دوامات الاصلاحات الفاشلة ،و ان الاستعانة بالنمودج العربي الاصيل هو الخيار الاوحد لان الاسلام يفرض علينا حسن الضمير و ان الفاسدين لا محل لهم من الملة في شيء.

وتعد مصر و السعودية عماد العالم العربي واكثرهما تاثيرا على سيرورة النموذج العربي الواحد،وعلى عاتقهما الشروع في بلورة الاصلاح الشامل في المؤسسات العربية و ترميم الخلافات والابتعاد عن الاصطفافات الدولية الحالية .

ان ضخ الاموال العربية كاستثمارات في الدول الغربية هو مسايرة لسراب النموج الغربي المختلف عنا تماما، ويعتبر انتهاك لحقوق الشعوب العربية الاجدر بهذه الاستثمارات وان الثروة ليست للحكام و انما لشعوب.

كما يحصل اليوم و للاسف؛ من وجود محاور و اصطفافات بين الدول العربية و بين الاحزاب في بعضها له اثار سلبية و تضر مصلحة الشعوب العربية.

ان وقوف القادة العرب وراء القضية الفلسطينة هي بمثابة واجب و تكليف، و جب تفعيله عاجلا وليس اجلا ،وما الاهانة التي تداب اسرائيل على فعلها باستباحة الدم الفلسطيني بعد التطبيعات من طرف بعض الاقطار العربية هو عدم الاعتراف بجميل هذه الاقطار بل وتبني لسياسة الهروب للامام و الاستهانة بعرفان و تقدير ربما كان متسرعا من طرف هذه الدول.

لا اعتبر اللهت وراء حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع العربي الاسرائيلي، ولكن فرض احترام اسرائيل لحقوق الشعب الفلسطيني هو بمثابة خيار لا مفر منه لكون التاريخ قد اعطى دروسا في الاستيطان و الاستعمار .

كما ان اعتبار القدس الشريف مدينة مناصفة بين الكيانين الفلسطيني و الإسرائيلي هو الحل الاوحد، و ادارة المواقع الدينية وجب ان يكون في مصلحة الجميع ، كما ان اعتبار امتلاك السلاح النووي من جانب إسرائيل لا يضمن لها الاستمرار لان الاشعاع النووي في اي كارثة سيضر الجميع .

من جهة اخيرة ,لا يمكن ابدا ان نفصل العالم العربي عن محيطه الاسلامي الشامل ،و ايجاد صيغة للتعاون الاسلامي الفاعل هو الحل الانسب لمواجهة الاصطفافات الدولية التي تزداد يوما بعد يوم شرخا، و ترسخ عالم متعدد الاقطاب قابل للسلام والتعايش ،عوض استراتيجيات الحروب و مسبباتها ونتائجها .