✍️محمد ابوالحرير

العمل الجمعوي في حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى جمعويين لديهم غيرة لرد الاعتبار لهذا الميدان الحيوي وتنظيفه من جميع الفيروسات التي تسللت داخله، نرى البعض يمزج بين العمل السياسي والعمل الجمعوي مما يفقده المصداقية ويدخله في مزادات سياسية ضيقة، و مخاطر الخلط بين العمل الجمعوي والعمل السياسي وكذا انعكاسته على تدبير الشأن ، وما يتجلى من تصفيات حسابات سياسية ضيقة الخاسر الاول منها المواطن البسيط وهذا ما لاحظناه مؤخرا، وهنا لانقصد ولا نعني انه لا يجب الجمع بين العمل السياسي والعمل الجمعوي فهذا حقان مكفولان دستوريا لكل مواطن مغربي يتمتع بجميع حقوقه المدنية والسياسية ، لكن مكمن الخطورة عندما تجد بعض المحسوبين عن الفاعلين الجمعويين على سبيل المثال : عندما تجد العمل الجمعوي داخل تراب جماعة اصبحت هيئة موازية لحزب سياسي أو ان صح القول اصبحت فرع للحزب داخل تراب الجماعة واصبحت تخدم أجندة سياسية وتصفي حسابات مع اطراف سياسية على حساب مصالح الساكنة ، وهنا لا نعني انه لا يجب على العمل الجمعوي الانفتاح عن المسؤلين واستدعائهم لانشطتهم وتهصيص لهم الكراسي الأمامية للترويج الاعلامي ، هذا طبيعي ولا إشكال فيه ، لكن عندما يقتصر فقط الاستدعاء مسؤلين لهم لون سياسي واحد بالاضافة إلى استدعاء قيادات حزبية لنفس الحزب هنا يطرح لنا عدة تساؤلات ،وهنا نكون على يقين و نكون قد أجبنا عن السؤال الذي حير بالنا و تأكتدنا ان هادا حزب سياسي ولا علاقة له بالعمل الجمعوي .

ان أكبر خطأ يرتكبه بعض الفاعلين في المجتمع هو تقديم أنفسهم بديلا للسياسيين، مشيرا إلى أنه حينما يصبح الشغل الشاغل للجمعوي هو انتقاد السياسي وتتبع خطواته واصطياد أخطاءه، فإنه يسقط دون وعي في فخ الصراع السياسي وفي الاصطفاف وراء فاعل سياسي ضد آخر.

ان الفاعل الجمعوي بتقمصه دور السياسي يكون قد فقد استقلاليته وتحول إلى وسيلة مسخرة في يد البعض لمحاربة البعض الاخر سياسيا، كما يفقد عمله الجمعوي المصداقية، الشيء الذي يترتب عليه خضوع الجمعوي للسياسي.

كل سياسي يسعى لرأسة جمعية أو عدة جمعيات قصد الإستفادة من الشرعيتين الإنتخابية والجمعوية لضمان استمرار انتخابه، لكن اليوم وأمام لهفة بعض المنتسبين للعمل الجمعوي، صار السياسي في غنى عن تحمل تكلفة الصفتين معا، خاصة مع وجود من هو مستعد للعب هذا الدور الجمعوي.
الذي لا يتقن في لعبه الحوار في مستوى الاخلاق وتقبل الرأي والعمل الجماعي و كذا الذي لا يتقبل النقد لا مكان له في العمل الجمعوي ولا حتى في الحياة البسيطة.

الجمعوي الذي لا يملك شجاعة تقبل النقد الذاتي من العموم ليس برجل جمعوي وإنما رجل اناني لا يحب إلا نفسه ومن يصفق له ولو كان على الباطل…!
ان الكرة الآن في مرمى الفاعلين الجمعويين والمتشبعين بثقافة العمل الجمعوي.