✍️علي بوراك

إليكم نص كلمة السيد رئيس المجلس الإقليمي في اليوم الدراسي حول النهوض بالتنمية السياحية بالإقليم من خلال برنامج عمل المجلس الاقليمي للسياحة 👇👇

السيد عامل إقليم تيزنيت
السيد الكاتب العام للعمالة
السيد البرلماني رئيس جماعة تيزنيت
السيد رئيس المجلس الجهوي سوس ماسة
السيد رئيس المجلس الجهوي للسياحة
السيد رئيس المجلس الاقليمي للتنمية السياحية
السيد رئيس الشركة الجهوية للتنمية السياحية
السيد رئيس شركة التنمية الجهوية Smart SDR
السيدات و السادة أعضاء المجلس الاقليمي
السادة رؤساء الجماعات الترابية
السيدات و السادة رؤساء و ممثلي المصالح اللاممركزة
السيدات و السادة ممثلي المجتمع المدني
السيدات و السادة ممثلو الصحافة والإعلام

يشرفني أصالة عن نفسي و نيابة عن أعضاء المجلس الاقليمي لتيزنيت، أن أحضر معكم اليوم، في هذا اللقاء الدراسي حول “النهوض بالتنمية السياحية بإقليم تيزنيت، من خلال برنامج عمل المجلس الاقليمي للتنمية السياحية”.
وفي هذا السياق، يسعدني أن أبارك مثل هذه المبادرات الدراسية التي تساهم في تسليط الأضواء على المؤهلات الطبيعية والسياحية بالإقليم، وتعزيز جاذبيته السياحية والثقافية، الشيء الذي سياسهم بدون شك في تقوية قدرات الفاعلين السياحيين وخصوصا منهم العاملين في مجال السياحة التضامنية والايكولوجية، والسياحة الشاطئية والرياضية والدينية، والسياحة الجبلية والقروية، وهي الأصناف التي تشهد بتنوع العرض السياحي للإقليم.
ولعل أهمية هذا اللقاء، تكمن بالدرجة الأولى في المشاركة الفعلية والعملية للمهنيين والمنتخبين والمسؤولين المؤسساتيين وممثلي المجتمع المدني بالمنطقة، الذين سيتبادلون خبراتهم وسيقدمون آراءهم بخصوص السبل الكفيلة بتنمية القطاع السياحي بالإقليم، ووضع برنامج عمل وخارطة طريق.
أيها الحضور الكريم
لقد ساهمت السياحة ببلادنا في إعطاء دفعة قوية للتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، باعتبارها مصدرًا مهمًا لجلب العملة الصعبة، وجذب الاستثمارات إلى المدن والمداشر المختلفة، فهي تعتبر ثاني مساهم في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل بالمغرب، وهو الأمر الذي ما فتئ المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يؤكد عليه في تقاريره الموضوعاتية المتتالية، بدءا بالجهود التي بذلت منذ الاسـتقلال، في مجال توفير البنيات التجهيزات التحتية اللازمة، وانتهاء بإرساء إطار قانوني ومؤسساتي خاص بهذا القطاع الحيوي.
وبفضل الجهود المبذولة، نجحت بلادنا في تحسين أداء قطاع السياحة بشكل ملموس، حيث أصبحت المملكة أول وجهة سياحية بإفريقيا، كما يساهم قطاع السياحة بحوالي %7 في إجمالي الناتج الداخلي، ويشغل عددا هاما اليد العاملة تتجاوز 5 بالمئة من الساكنة النشيطة، كما عرف القطاع بعد وباء كورونا انتعاشا سياحيا كبيرا، مكنه من تحقيق أرقام قياسية خلال السنة المنتهية، بارتفاع بلغت نسبته 46 بالمائة مقارنة مع سنة 2022.
لكن، ورغم تلك الانتعاشة، ورغم كل الجهود المبذولة، فإن الإمكانات التي تزخر بها بلادنا في هذا المجال لا تزال غير مستغلة بالقدر الكافي، كما لا يزال قطاع السياحة يعاني من العديد من الاكراهات التي تتعلق بتداخل الأدوار والاختصاصات بين الفاعلين في القطاعين العام و الخاص، كما يواجه القطاع صعوبات التمويل، وخصاصا في الموارد البشرية المؤهلة، فضلا عن محدودية العروض المقدمة في مجالي الترفيه والتنشيط السياحي.
أيها الحضور الكريم
يتوفر إقليم تزنيت على مجموعة من المؤهلات والإمكانات السياحية التي من شأنها أن تجعل منه وجهة متميزة للسياح المغاربة والأجانب، خاصة وأنه يمزج بين السهل والجبل والبحر، كما يمزج طابعه القروي، بين الطبيعة والتراث والثقافة والتاريخ، حيث يتوفر الإقليم على مناظر طبيعية غاية في الروعة، من قبيل قعبة نابوليون، ورأس الأسد بتافراوت، علاوة على الواحات المنتشرة بربوع الإقليم “واحة أملن، واحة أيت منصور بأفلا إغير، واحة تاركا أوسنكار بتيزنيت، واحة وجان، … وغيرها”، بالإضافة إلى مآثر تاريخية من قبيل القصر الخليفي بساحة المشور التاريخية، والعين أقديم، وقصبة أغناج، وتكمي ن تمازيرت، وأسوار مدينة تيزنيت التاريخية، بالإضافة إلى القصبات والحصون المعروفة بإكودار، وقصبة إليغ الشهيرة بزاوية سيدي أحمد أوموسى، بالإضافة إلى رياض القائد عياد، ومنارة الركادة، بجماعة الركادة أولاد جرار، دون أن ننسى السياحة الرياضية التي بدأت تستقطب المئات من السياح المغاربة والأجانب، كرياضة تسلق الجبال بتافراوت، والرياضات المائية بجماعة أكلو، والطيران الشراعي بجماعتي أربعاء الساحل والمعدر الكبير، علاوة على ما يزخر به الإقليم في مجال الصياغة الفضية، والصناعة الجلدية وصناعة الفخار واللباس التقليدي الأمازيغي، وغير ذلك كثير.
وهنا تجدر الإشارة، إلى أن المجلس الإقليمي لتيزنيت، يشتغل حاليا بتنسيق مع كافة الشركاء بالإقليم والجهة، على ثلاثة مشاريع سياحية هامة، يتعلق الأول بتهيئة كورنيش “ شاطئ أكلو”، الذي يعتبر واحدا من المتنفسات الطبيعية التي تشهد إقبالا متزايدا في الآونة الأخيرة، علما أن جميع الإجراءات المتعلقة بتسوية وضعية التجزئة الشاطئية وصلت إلى مراحلها النهائية، كما يشتغل المجلس الإقليمي بمعية السلطات الإقليمية وجميع الشركاء والمؤسسات ذات العلاقة بالقطاع السياحي بالإقليم والجهة، على إنشاء منطقة سياحية بغابة موانو، على مساحة إجمالية تقدر ب 23 هكتار، فيما يتعلق المشروع الثالث بمركز الإرشاد والتوجيه السياحي الذي سيحدث قريبا بمدينة تيزنيت، على غرار مركز التوجيه والإرشاد السياحي بمدينة تافراوت الذي ننتظر افتتاحه الرسمي في قادم الأيام.
ومعلوم أن هذه المشاريع وغيرها، تتوخى المحافظة على الموروث الثقافي والمادي واللامادي، والمساهمة في إنعاش السياحة الثقافية بالمنطقة، إلى جانب توفير بيئة سياحية جذابة للزائرين، وتسهيل الولوج إلى مثل هذه الفضاءات السياحية، كما يشتغل المجلس الإقليمي في مجال التسويق الترابي والمجالي، وذلك بتنظيم معارض تعريفية بمكنونات ومميزات الإقليم على المستويين الإقليمي والجهوي والوطني، فبعد تجربة أيام تيزنيت بأكادير، ومعرض المنتجات المجالية بمراكش، نستعد اليوم لتنظيم نسخة أخرى لهذا المعرض خلال شهر يناير المقبل بمدينة طنجة، كما نشتغل حاليا على إعداد منصة رقمية لتسويق المنتجات المحلية والمجالية بالإقليم، وذلك كله في إطار تحسين جاذبية الإقليم، وتعزيز صورته لدى السياح المغاربة والأجانب، وبهذه المناسبة أدعو كافة الفاعلين بالقطاع، إلى:
▪ العناية أكثر بالمجال الرقمي، وتقوية حضور إقليم تيزنيت وتعزيز الترويج في المنصات الرقمية الكبرى، باعتباره المدخل الأساسي للوصول وتسهيل الولوج إلى المنتجات السياحية المتنوعة بالإقليم.
▪ دعم ومواكبة المقاولة المهتمة بمجال الخدمات السياحية وتعزيز الكفاءات، ووضع خطة تكوين خاصة بالمهن السياحية الجديدة، بهدف الرفع من مهنية العاملين بالقطاع.
▪ استكمال عرض الإيواء بالإقليمي وتنويع وتجويد العرض الحالي، مع تعزيز وتثمين التراث الثقافي والموسيقي والتاريخي والطبيعي في الدوائر الثلاث للإقليم (تافراوت، أنزي، وتيزنيت)، بالتنسيق مع الجهات الفاعلة في قطاع السياحة والقطاعات المرتبطة بها.

أيها الحضور الكريم
رغم ما يزخر به القطاع السياحي بتزنيت من مميزات، فإنه لا زال يعاني من عدة صعوبات تعرقل سيره ونموه، وبناء على ذلك، يتعين علينا جميعا، أن نلتقط الإشارة، وننتبه جميعا، أفرادا ومؤسسات إلى الصعوبات التي تقف في وجه المستثمرين بشكل عام، وفي وجه القطاع السياحي بشكل خاص.
وختاما أعبر عن استعدادنا كمجلس إقليمي، للتعاون و العمل المشترك مع الإخوة في المجلس الاقليمي للتنمية السياحية بتيزنيت، والمجلس الجهوي للسياحة، وكافة المؤسسات المعنية والمتدخلة، من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي، والمساهمة في التسويق الترابي لإقليمنا العزيز، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع السياحي، مغتنما هذه الفرصة لأشكر السلطات الاقليمية والمجلس الاقليمي للتنمية السياحية على هذه المبادرة المتميزة، ولأحيي عاليا جميع المساهمين في تنظيم هدا اليوم الدراسي وجميع الضيوف الكرام، سائلا الله عز وجل، أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والصواب .
تيزنيت : في 22 دجنبر 2023 .