مقدمة

تعد صحافة التفاهة ظاهرة متزايدة في المغرب، حيث تركز على الأخبار السطحية والترفيهية،

مما يعكس تغييرات جذرية في المشهد الإعلامي.

و يمكن اعتبار هذه الظاهرة جزءًا من “مشروع الدولة” بقدر ما تعكس التوجهات الثقافية والاجتماعية والسياسية في البلاد.

تعريف صحافة التفاهة

تشير صحافة التفاهة إلى تلك الأنواع من المحتوى الإعلامي التي تهتم بالقضايا السطحية، مثل حياة المشاهير، والأحداث الترفيهية، والشائعات، وتغفل القضايا الجوهرية التي تهم المجتمع. و تعكس هذه الصحافة اهتمامات الجماهير وتوجهاتها، مما يجعلها تعكس واقعًا أكبر.وشريحة واسعة من المتتبعين

عوامل انتشار صحافة التفاهة في المغرب

  1. وسائل الإعلام التقليدية والرقمية: مع ازدياد عدد القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية، تركز الكثير من وسائل الإعلام على جذب المشاهدين عبر المحتوى السهل والسريع، مما يسهم في انتشار صحافة التفاهة.
  2. تغيرات المجتمع: تتأثر المجتمعات بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مما يدفع الأفراد إلى البحث عن وسائل ترفيهية للهروب من الواقع، وبالتالي زيادة الطلب على هذا النوع من المحتوى.
  3. الضغوط السياسية: يمكن أن تستخدم صحافة التفاهة كأداة لتشتيت الانتباه عن القضايا السياسية والاقتصادية المهمة، مما يعزز من حالة عدم الوعي.

تأثير صحافة التفاهة على مشروع الدولة

  • تأثير على الوعي العام: تساهم في تشويه الرؤية العامة للقضايا المهمة، مما يؤدي إلى غياب النقاشات الجادة حول المسائل الاجتماعية والاقتصادية.
  • تغييب النقاشات السياسية: تُضعف قدرة المواطنين على المشاركة الفعالة في الشؤون السياسية، مما ينعكس سلبًا على الديمقراطية.
  • تعزيز الثقافة الاستهلاكية: تؤدي إلى تعزيز ثقافة الاستهلاك السريع، حيث يفضل الأفراد المحتوى الترفيهي على المعلومات العميقة.

جهود مواجهة الظاهرة

تتطلب مواجهة صحافة التفاهة مجموعة من الاستراتيجيات:

  1. تعزيز التربية الإعلامية: يجب أن تتضمن المناهج التعليمية تدريبات على كيفية تقييم الأخبار والتمييز بينها.
  2. تشجيع المحتوى الجاد: يجب دعم الصحافة التي تقدم محتوى ذو قيمة، وتشجيع المؤسسات الإعلامية على تبني سياسات تحارب صحافة التفاهة.
  3. زيادة الوعي الاجتماعي: تتطلب مواجهة التفاهة جهودًا من المجتمع المدني لتعزيز الوعي بأهمية القضايا الجادة.

خلاصة

صحافة التفاهة ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل تمثل تحديًا حقيقيًا لمشروع الدولة المغربية. يتطلب التعامل مع هذه الظاهرة تضافر الجهود من مختلف الأطراف لتحقيق وعي جماعي يساهم في بناء مجتمع أكثر نضجًا وقدرة على التعامل مع القضايا الهامة.الفئات، لتأكيد أهمية القيم الحقيقية والمعرفة في بناء مجتمع أكثر وعيًا.كرور

كرور سعيد كرور

وللرحلة بقية