
افتتاح راقٍ للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي بخريبكة: تنظيم محكم ورسائل تنموية عميقة.
✍️ بقلم: مولاي عزيز أخواض
في أجواء تنموية احتفالية، احتضنت مدينة خريبكة يوم الأحد 15 يوليوز 2025، فعاليات افتتاح الدورة الرابعة للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بحضور وازن ضم والي جهة بني ملال خنيفرة، ورئيس مجلس الجهة، وعامل صاحب الجلالة على إقليم خريبكة، إلى جانب عدد من المسؤولين الترابيين، وممثلي القطاعات الوزارية، والمنتخبين، والفاعلين الاقتصاديين والمدنيين.
انطلقت المراسيم الرسمية بقطع الشريط الرمزي من طرف والي الجهة ورئيس مجلسها وعامل إقليم خريبكة، في لحظة ذات دلالة رمزية تعكس الانخراط المؤسساتي الجماعي في إنجاح هذا الموعد التنموي، وتعزز التوجه نحو دعم الاقتصاد التضامني كرافعة للتنمية المجالية والعدالة الاجتماعية.
عقب هذه اللحظة الافتتاحية، توجه الوفد الرسمي إلى قاعة الندوات، حيث عزف النشيد الوطني المغربي، ثم تلت آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها عرض شريط تعريفي حول فرص الاستثمار بجهة بني ملال خنيفرة. بعدها، توالت الكلمات الرسمية تباعًا، مستهلة بكلمة السيد والي الجهة، ثم كلمة رئيس مجلس الجهة، تلتها كلمة ممثل وزارة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
تمحورت المداخلات الثلاث حول أهمية الاقتصاد الاجتماعي في خلق الثروة وتحقيق التنمية، مع التركيز على دور التعاونيات في الإدماج السوسيو-اقتصادي للفئات الهشة، وتعزيز مكانة المرأة والشباب، وضرورة توفير الأطر التشريعية والمؤسساتية الكفيلة بتحقيق الإقلاع الحقيقي للقطاع.
بعد الجلسة الرسمية، قام الوفد بجولة شاملة لأروقة المعرض، حيث قُدمت شروحات مستفيضة من طرف ممثلي التعاونيات والمؤسسات المشاركة. وقد عكست المعروضات تنوعًا غنيًا يشمل المنتوجات المحلية، والحرف اليدوية، والمبادرات البيئية، والحلول الاجتماعية المبتكرة، ما يدل على نضج التجربة التعاونية بجهة بني ملال خنيفرة، وتعدد روافدها الثقافية والاقتصادية.
كما تم عرض شريط وثائقي يوثق لمسار تطور المعرض منذ انطلاقه، ويبرز قصص النجاح، وفرص الاستثمار بالجهة، في بعد تواصلي يزاوج بين التعريف والترويج، ويُكرس صورة الجهة كمجال صاعد ومُنتج.
إلى جانب ذلك، تميز اليوم الأول بتنشيط ثقافي وفني متنوع أحيته فرق فولكلورية من الجهة، مع افتتاح فضاءات ترفيهية للأطفال، وانطلاق السهرات الفنية الليلية، ما ساهم في إضفاء طابع اجتماعي وإنساني على التظاهرة، وجعل منها حدثًا عائليًا بامتياز.
اللافت في هذه الدورة ليس فقط ثراء البرمجة وتنوع الفعاليات، بل الاحترافية العالية في التنظيم، ودقة التفاصيل، وجودة الخدمات المقدمة سواء للعارضين أو الزوار أو الضيوف الرسميين. فقد بدا جليًّا أن هناك مجهودًا جماعيًا مدروسًا يقف خلف هذا النجاح، يجسد وعيًا متقدمًا بقيمة المعارض الجهوية كأدوات لإشعاع الاقتصاد التضامني، وصياغة خطاب تنموي بديل.

لقد برهنت خريبكة، في هذا اليوم، على أن التنمية ليست شعارات، بل سيرورة منسجمة بين التخطيط الجيد، والتنفيذ المحكم، والتواصل الفعال. فالرسالة التي بعث بها هذا الحدث تتجاوز مجرد الترويج للمنتوجات، لتؤكد أن الجدية في العمل، والالتقائية بين المؤسسات، والرهان على الرأسمال البشري المحلي، هي مفاتيح النجاح الحقيقي في بناء نموذج تنموي منصف ومتين.
تعليقات الزوار ( 0 )